عقدت السفارة الأمريكية بالقاهرة أمس الأول مؤتمرا صحفيا تناولت فيه آخر التطورات الديمقراطية علي الساحة السياسة المصرية. وذلك بمناسبة زيارة نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية والمشرفة علي مبادرة الشراكة الأوسع نطاقا مع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا السيدة تمارا ويتس التي استهلت المؤتمر بكلمات تقديرية لمصر والدور البناء الذي تنتهجه الحكومة الآن لدعم العملية الديمقراطية لا سيما في مجالي حقوق الإنسان وتنمية دور منظمات المجتمع المدني. كما أعربت ويتس عن بالغ سعادتها للعلاقات المصرية الأمريكية مشيرا في الوقت ذاته إلي أن مصر تشهد الآن فترة ازدهار في العملية الديمقراطية, من خلال مشاركة قطاعات كبيرة من الشباب في الانتخابات البرلمانية المقبلة, وقالت ويتس ان المجتمع الدولي مهتم بمتابعة العملية الانتخابية في مصرعلي سبيل الاستعداد للانتخابات التالية, ونحن ننظر الي الانتخابات النزيهة والحرة كأحد المكونات الأساسية بالنسبة للديمقراطية في العالم, مؤكدة قدرة مصر في تحقيق عملية انتخابية نزيهة لما تمتلكه من قدرات كبيرة. قالت إننا نؤمن بأن الشعوب يجب أن تمارس حقوقها السياسية بصورة حرة وهذا الأمر ينطبق علي مصر فمن المهم احترام هذه الحقوق وبغير ذلك يصعب ضمان العملية الانتخابي,ة مشيرة الي أن الحكومة المصرية ومنظمات المجتمع المدني شاركوا في حوار قوي وبناء في عدد من القضايا مثل مراجعة التقارير الدورية عن حالة حقوق الإنسان في مصر التي تمت مناقشتها في المجلس الدولي لحقوق الإنسان في جنيف, وهو الاجتماع الذي قبلت خلاله الحكومة ب140 توصية.,مضيفة أن الرئيس باراك أوباما قام بتأسيس مشاركتنا مع المجتمع المدني علي ثلاثة أسس هي الالتزام بالمصالح والمسئوليات المشتركة بما في ذلك الالتزام بالديمقراطية وحقوق الإنسان, وتمكين المرأة والحريات, ومبدأ الشراكة, ونظرا لأن هذه قيم عالمية تهتم بها امريكا فنحن سوف ندعمها في كل مكان في العالم ومنها مصر, وقالت نحن نثير هذه القضايا في كل اجتماع علي اعلي المستويات مع الشركاء المصريين لأننا نؤمن أن الحكومة المصرية لديها التزام في مسار الديمقراطية وان الشعب المصري اعلن عن رغبته في ان يشهد اصلاحا, لأن الديمقراطية الحقيقية يجب أن تنمو من داخل المجتمع. وفي سياق متصل أكدت ويتس أن الحديث حول تخفيض جزء من المعونة الأمريكية الموجهة الي مصر هو مجرد اقتراح معروض علي الكونجرس الذي يضطلع بدور في السياسة الخارجية الامريكية من خلال تخصيص المعونات, مشيرة الي أن الامر لم يتحول بعد الي قرار ملزم وانما هو يعبر عن شعور بعض اعضاء الكونجرس تجاهه فقط. أما أحداث نجع حمادي في يناير الماضي والتي نتج عنها وفاة عدد من الاقباط علي يد مسلح مصري امام أحد الكنائس وتصادف وجود تمارا في مصر في اثنائها فقالت إن بلادها ستستمر في متابعة القضية مشيرة في الوقت ذاته الي رفض واشنطن محاكمة المتهمين في الحادث امام محاكم الطواريء, وقالت أن هذا شئ لا نرغب فيه لاننا نرغب في محاكمة عادية. ورفضت من جانبها تحميلها مسئولية اي تغير يحدث في مصر في مجال حقوق الانسان باعتبارها المعنية بهذا الملف في الخارجية الامريكية, مؤكدة أن واشنطن ستستمر في متابعة قضايا أمن الأقباط في مصر, لأن الحرية الدينية عنصر هام في التعددية التي تكمن في جوهر الديمقراطية. وفي النهاية أشارت تمارا وايتس الي أن الحكومتين المصرية والأمريكية تعملان علي تحقيق السلام في المنطقة, ودعم تأسيس دولة فلسطينية تعيش جنبا الي جنب مع اسرائيل.