يصر بعض مقيمي الشعائر والمؤذنين في مساجد مصر علي استمرار الازعاج الذي يسببونه بشعائرهم وأذان الصلاة من خلال مكبرات صوت تتمتع بصحة جيدة فيستحلون أصواتهم التي تقرقع كطبول الحرب في هذه الميكرفونات, ولصلاة الفجر آذانان الأول قبل ساعة من الثاني, وبينهما تواشيح وأذكار, المصيبة أن تشترك ميكرفونات عدة مساجد في مبارزة بالصوت والقرقعة في مساحة جغرافية لا تتعدي خمسة شوارع, كما في حارة القبط في الضهرية بالاسكندرية فتجد نفسك وكأنك انتقلت الي داخل المسجد أو كأن هذه الميكرفونات موجهة كلها إلي أذنيك. أو كما في قرية نمرة البصل بالمحلة الكبري التي يتبارز فيها عدد من جهلاء المؤذنين بأكثر من عشرة مساجد ومساحة القرية كلها لا تتعدي100 فدان وهات ياقرقعة وهات يادعوات وفتحات وسدات وابتهالات, ومن الطبيعي أن أحدا في هذه القرية التعيسة لا يفهم شيئا من كل هذه الميكرفونات نتيجة التشويش والتشوش, ولكن كل شيخ وأخوة من شيوخ ميكرفونات هذه المساجد لا يسمع سوي صوته فقط فيزيد في استعراضه وزوجته تيقظ الابناء ليستمعوا الي عذوبة صوت أبيهم الذي يوقظ أهل القرية جميعا وأهو بالمرة يصلون الفجر, رحم الله القرية قبل أن تدخلها الكهرباء فكان صوت مؤذنها في المسجد الوحيد يصل الي الجميع وهم نيام فيوقظ المستيقظ النائم ويصحو الحريص علي دينه.