لو كان الامر بيدي لطلبت من مكتب ارشاد الاخوان المسلمين عمل حفل كبير ودعوة وحيد حامد مؤلف مسلسل الجماعة وتقديم وافر الشكر والعرفان له علي ماقدم من خدمات جليلة لجماعة الاخوان المسلمين . وذلك عندما جعلها تتحول من كتب مقروءة وانشطة سياسية واعمال اجتماعية الي واقع حي تم تجسيده, فدخل كل بيت وعايش الناس البسطاء في حياتهم اليومية, وجعل حسن البنا( الامام الشهيد عند الاخوان) بطلا اسطوريا ملء السمع والبصر, فأبهر المشاهدين وكشف ربما لبعض المثقفين ايضا جانبا هائلا من حياة هذا الرجل العبقري الفذ والملهم الموهوب بحق. ولعل الكثيرين من الإخوان المسلمين لم يدركوا بعد الاثر الهائل للدراما التليفزيونية علي شعب امي لايقرأ ولايكتب ويستقي معلوماته من التليفزيون والسينما, ويري في المسلسلات انها الحق الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. وسوف احاول شرح هذا الاثر الخطير للمسلسل. اولا: يحاول بعض الاخوان المسلمين اتهام الكاتب وحيد حامد بأنه عميل للامن, وان النظام استكتبه هذا المسلسل نكاية في الاخوان المسلمين وللتأثير عليهم في انتخابات مجلس الشعب المقبلة, وهذا سر عرضه في رمضان, وأعتقد أن هذا ليس صحيحا علي إطلاقه, فوحيد حامد كما يبدو لي يساري الهوي علماني المنهج ولايخفي عداءه للاخوان المسلمين جماعة ومنهجا بل وللتيار الاسلامي في عمومه متطرفا او سلفيا او وسطيا, وهذا مبدأ يتمسك به وقد ظهر في الكثير من كتاباته واعماله السابقة, ولو ان الإخوان المسلمين يعتقدون ان النظام المصري سوف يتيح الفرصة لهم للحصول علي مقعد واحد في مجلس الشعب القادم( سواء تم عرض المسلسل او لم يعرض) فإنها تكون سذاجة سياسية وعدم قراءة للواقع الذي يهدف الي اقصاء واجتثاث الاخوان. ثانيا: اتهام المسلسل بأنه هزيل, او ان اخراجه وتصويره دون المستوي, او ان السيناريو مضطرب.. كل هذا ايضا مخالف للواقع, فالمسلسل تكلف الكثير وتم بذل جهد وافر فيه والموسيقي التصويرية والاخراج والديكور كانت متميزة حتي اداء الممثلين كان جيدا بغض النظر عن الرسالة التي يبعثها المسلسل. ثالثا: حالة الكراهية من كاتب المسلسل لحسن البنا خاصة والتيار الاسلامي عامة تصب في النهاية في مصلحة الاخوان المسلمين, فعندما يعرض الكاتب لجانب ايجابي في تاريخ الجماعة يقول الناس( والحق ماشهدت به الاعداء) ولو تحامل الكاتب وعرض صورا مسيئة سيقول الناس وماذا تنتظر من كاتب للسلطة وسيناريست للامن والشرطة, وهل سيعرض التليفزيون الحكومي المصري لتاريخ اكبر قوة معارضة للنظام ومهددة لبقائه بحيادية وامانة.. يعني سينقلب السحر علي الساحر في النهاية. د. علاء الدين عباس جدة