واشنطن سمير السيد: شهد المؤتمر الخامس لجمعية تحالف المصريين الأمريكيين الذي عقد بالعاصمة الأمريكيةواشنطن في الفترة بين71 و02 سبتمبر الحالي مواجهة عنيفة بين المصريين والأمريكيين المشاركين في المؤتمر حول انحياز الولاياتالمتحدة لإسرائيل. وتأثيره علي الديمقراطية في الشرق الأوسط. وسجل اليوم الثالث للمؤتمر الذي عقد تحت عنوان آفاق التحول السلمي الديمقراطي في مصر هجوما غير مسبوق أمس الأول شنه عدد من المصريين المشاركين في المؤتمر, علي الإدارة الأمريكية بسبب انحيازها المطلق لإسرائيل, وعدم تبنيها سياسات واضحة لتشجيع الديمقراطية في المنطقة, مما أسهم في تغذية مشاعر الكراهية تجاه الولاياتالمتحدة, علي حد قولهم. واعترف ديفيد أوتاواي, الباحث الأمريكي بمركز وودرو ولسون بواشنطن, بأن الديمقراطية في مصر ليست من أولويات الإدارة الأمريكية لانشغالها بأجندة ثقيلة من المشكلات الداخلية والخارجية في إيران وسوريا وكوريا الجنوبية, قائلا: إن واشنطن لا تستطيع أن تقدم شيئا للديمقراطية في مصر, ويجب علي المصريين أن يصنعوا الديمقراطية بأنفسهم وليست أمريكا. لكن شادي طه, عضو الهيئة العليا لحزب الغد جبهة أيمن نور, رأي أن الإدارة الأمريكية لا تضع الديمقراطية في مصر علي أولويات أجندة سياساتها الخارجية, مشيرا من جهة أخري إلي أن عدم الضغط الأمريكي علي إسرائيل لحسم الصراع العربي الإسرائيلي, أدي إلي تأخير تحول الحكومات الاستبدادية في الشرق الأوسط إلي الديمقراطية, في حين رأي محمد نصير, رئيس دائرة العلاقات الخارجية بحزب الجبهة, أن الولاياتالمتحدة ربما لا تستطيع الضغط لتحقيق الديمقراطية, لكنها يجب ألا تقوي الحكومات الاستبدادية. وردت مارينا أوتاواي الباحثة الأمريكية بمؤسسة كارنيجي للسلام بواشنطن, بقولها إنه توجد3 افتراضات خاطئة تسيطر علي العلاقة بين العرب والولاياتالمتحدة, وهي إمكانية فرض السلام علي إسرائيل, والضغط علي الحكومة المصرية لتحقيق الديمقراطية, والتأثيرالحاسم لحل الصراع العربي الإسرائيلي في تحول النظم الاستبدادية إلي الديمقراطية. واعترفت مارينا بأن بلادها ليست محايدة في الموقف من إسرائيل, مشيرة إلي أن قرار الكونجرس تؤثر عليه التعددية العرقية وتحركات جماعات الضغط المعبرة عن مصالح هذه العرقيات. أما ستيفن ماكنيرني الباحث الأمريكي في برنامج الديمقراطية للشرق الأوسط بواشنطن, فقال إن إدارة أوباما لا تستطيع الضغط علي الحكومة المصرية من أجل الديمقراطية, لوقوعها تحت ضغوط من المعارضة الداخلية في هذا الشأن, لافتا إلي وجود تيار داخل دوائر صناعة القرار الأمريكي, يري أن الديمقراطية في مصر ستكون في مصلحة الولاياتالمتحدة, ولكن علي المدي الطويل وليس القصير, وأقر بأن بلاده لا تستطيع أن تضغط علي الحزب الوطني لكي يتنازل عن جزء من السلطة لمصلحة المعارضة, لكنها من الممكن أن تشجع المصريين للمطالبة بذلك. من جهته, طالب الدكتور أسامة الغزالي حرب, رئيس حزب الجبهة, الولاياتالمتحدة بأن تهتم من الآن بالقوي المدنية في مصر, لمواجهة التغيرات المستقبلية. وتباينت ردود أفعال السياسيين المصريين المشاركين في المؤتمر حول حقيقة مشاعر أبناء وطنهم تجاه الولاياتالمتحدة, ورأي محمد نصير رئيس دائرة العلاقات الخارجية بحزب الجبهة أن كثير من المصريين يكرهون الولاياتالمتحدة بسبب انحيازها المطلق لإسرائيل. لكن الدكتور الغزالي حرب رفض تسييس العلاقة بين مصر والولاياتالمتحدة, قائلا: أول مرة أسمع أن المصريين لا يحبون الأمريكيين, وتابع: يوجد سوء فهم في العلاقة بين المصريين والعرب من جهة, والولاياتالمتحدة من جهة أخري, لافتا إلي أن إسرائيل تم تأسيسها بقرار من الأممالمتحدة وليس من أمريكا. وأضاف الغزالي أن أمريكا في مخيلة الشعب المصري هي الحياة المرفهة, وأن كثيرا من الشباب المصري يحلم بالهجرة إلي الولاياتالمتحدة, واصفا الحديث عن كراهية المصريين لأمريكا بأنه تكرار لكلام نمطي. وأيد د. سعد الدين إبراهيم رئيس مركز بن خلدون بواشنطن, الغزالي, قائلا: الصراع العربي الإسرائيلي لا يسيطر علي عقلية كل المصريين, غير أن إسرائيل تؤجج بين الحين والآخر هذه المشاعر باعتداءاتها علي الفلسطينيين, لافتا إلي وجود إعجاب مصري بكل ما هو أمريكي, بدءا من نمط الحياة ومرورا بالتعليم وصولا إلي الأخلاق, مستثنيا السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط.