في الماضي البعيد كان بعض أولياء الأمور يلحقون أولادهم بالمدارس الخاصة هروبا من سوء التعليم الحكومي والدروس الخصوصية, حيث كان تلاميذ المدارس الخاصة يمتازون بالتفوق. ومع تفشي ظاهرة إنشاء المدارس الخاصة أصبحت هذه المدارس تقوم بتعيين مدرسين بعقود إذعان بمرتبات في غاية التدني تصل لمائة وعشرين جنيها للمدرس مع اعطائهم اشارة الحرية في إعطاء دروس خصوصية لتلاميذهم. وبرغم أن المدارس الخاصة تحقق أرباحا طائلة من عائد المصروفات المضاف اليها قيمة الكتب الحكومية بأسعار مغالي فيها والانشطة والاتوبيس إلا أنها لاتقنع بذلك, بل تضع في خططها زيادة المصروفات سنويا وتنظم أكثر من رحلة للتلاميذ شهريا للتربح وليس للتثقيف. أما الآفة الكبري المتفشية بين الغالبية العظمي لهذه المدارس فهي تغيير شكل الزي المدرسي وزي التربية الرياضية كل عام, وتتم هذه المؤامرة بالتعاون بين هذه المدارس واصحاب المصانع المتخصصة في تصميم الزي بشكل لايتوافر في الاسواق, وهو نوع من الابتزاز السخيف يحدث سنويا تحت سمع وبصر وزارة التربية والتعليم. فهل يمكن للوزارة إلزام المدارس الخاصة بالثبات علي شكل زي دائم وعدم تغييره نهائيا, وكذلك عدم الإفراط في الرحلات التربحية اللاتثقيفية وتحديد مرتبات معقولة للمدرسين وعدم المغالاة في قيمة الكتب الحكومية والانشطة والأتوبيس, وعدم زيادة المصروفات بدون داع والاهتمام بنظافة دورات المياه وإصلاحها باستمرار؟ شريف عبدالقادر محمد