كتب:محمد شمروخ هذا هو المسلسل الثالث علي التوالي عن أسرة محمد علي باشا لا... بل هو محمد علي نفسه البطل وشجيع الشاشة بشحم ولحم يحيي الفخراني... وما أدراك من هو الفخراني علي الشاشة الصغيرة الحجم الكبيرة المقام؟ وبما أن الدعاية لمسلسل محمد علي جاءت قبل الهنا بسنة فيحق لنا أن نتكلم عما يمكن أن يدور علي شاشة الدرامضانية بالمنطق نفسه. خاصة أن الشاشة لو التزمت بصفحات سيناريو وحوار المسلسل فليس بالضرورة أن تلتزم بصفحات التاريخ والضرورة الدرامية لها حدودها في تناول وقائع التاريخ, في زمن داست فيه فرسان الشاشة علي صفحات الكتب بالخيول فالذي سيصحب أكواب السوبيا والتمر هندي وقمر الدين- كما هو مزمع في رمضان المقبل1102- هو محمد علي في أداء الفخراني ذلك الذي أحببناه في أعماله ظالما أومظلوما جادا أو هازلا, فهو لن يقدم شخصية من نسج الخيال مثل سليم بك البدري أو حمادة عزو أو شخصية كانت مجهولة للكثير من الناس مثل شيخ العرب همام بل سيقدم شخصية رجل من أبرز صناع التاريخ بل هو كما تعلمنا في كتاب الصف السادس الابتدائي مؤسس مصر الحديثة وباني نهضتها عند معارضيه قبل مؤيديه إذن يا دكتور يحيي الشخصية ثرية علي كل المستويات التاريخية والإنسانية غير أن الناس بالتأكيد سيحبون محمد علي تماما مثلما أحبوا سليم البدري المتعالي وحمادة عزو الحيلة ودلوعة أمه وهمام الذي لم يكن يعرفه إلا القليل من الدارسين كل هؤلاء أحبهم الناس لأنهم لا شأن لهم بالحقيقة أو بغيرها ما دام الأداء سيتصاعد في رمضان1102 م( وليس2341) حتي يبلغ الذروة الفخرانية فلابد أن الذين لم يقرأوا جيدا عن محمد علي سيحبونه أما إذا التزم المسلسل بحقيقة ما كان عليه محمد علي.. فربما ستكون المرة الأولي التي لن يفلح يحيي في تبرير الخطايا. وما دام المسلسل لن يبدأ إلا في رمضان موديل1102 فليس من حقنا ولا من حق أي أحد أن يشعل النار في انتظار المسلسل ولن نكرر خطأ البعض في الحكم علي المسلسلات قبل البدء ولا في خارج سياقها التاريخي. فلابد إذن من التخمين والإفتراض والحديث عن العمل في حدود ما كتبه التاريخ عن محمد علي باشا السياسي أو محمد علي الإنسان والتاريخ- راحت الدراما ولا جات- فهو الحقيقة فهناك تحديات خطيرة حتي يحب الناس حمادة علي الجديد فكيف يمكن تبرير غدر الباشا الكبير بالشيخ عمر مكرم الذي مكنه من حكم مصر علي رأس ثورة شعبية فرضت لأول مرة في تواريخ مصر كلها حاكما يختاره الشعب ولم ينظروا إلي أنه غريب الجنس واللسان تركيا أم ألبانيا.! كان شرط عمر مكرم المصري الأسيوطي ومشايخ وعلماء مصر الأزهر أن يحكم محمد علي بالعدل.. فالعدل لا يعرف التركي من الألباني ولكن لم يكد يجف عرق المصريين ومشايخهم من الثورة حتي فرض الوالي الجديد6 أنواع جديدة للضرائب كدفعة أولي تحت الحساب ونسي محمد علي باشا بن إبراهيم أفندي العربكيني أن هؤلاء الذين فرض عليهم ضرائبه! هم الذين فرضوه علي سلطان المسلمين خليفة بني عثمان وهو الذي أتي مصرهم شابا في الثانية والثلاثين من العمر- مترددا- ومعاونا لشقيق زوجته المدلل قائد الكتيبة الألبانية إلي مصر في أعقاب الحملة الفرنساوية وآه يامصر وأنت تنظرين إلي عمرمكرم وهو يخرج إلي دمياط منفذا أمر جناب الوالي الذي سلطنه عليك مرتين في ثورتين أرغمتا أنف الباب العالي في كل مرة أن يوافق علي كره منه أن يولي حاكما حسب رغبة الرعاع.!! وكيف للفنان الإنسان يحيي الفخراني أن يبرر لنا غدرالباشا ساكن القلعة بذبحه964- وقيل أكثر- من المماليك في مجزرة مازالت تقشعر منها الجلود وترهبها قلوب الزائرين في القلعة حتي هذه اللحظة, وهم يجتازون الممر الصخري الضيق المؤدي إلي باب العزب في سور قلعة القاهرة المحروسة.! ولو قالوا إن المماليك هم فرسان الغدر والخيانة- ويستاهلوا- فإن قتلهم لم يكن في ساحة معركة فارس لفارس بل علي إثر خطة دنيئة برقت في ذهن الداهية محمد لاظ أوغلي التركي ساعد محمد علي الأيمن! ولكن محمد علي قتلهم بالخدعة الشهيرة, وأنهي حياة ضيوفه قبل احتساء القهوة! أما عن المصريين الذين أركبوه عرش بلادهم فيكفي أن يذكر لنا شيخ التاريخ عبد الرحمن الجبرتي أن الذين ماتوا مصفدين بالسلاسل في حفر ترعة المحمودية كانوا بالآلاف تحت كرابيج المرض والجوع وهم ينشئون مشروعا حضاريا عظيما وجم الفوائد لمصر وحضارة مصر وزراعة مصر وتجارة مصر. ولكن ليس للمصريين الذين تظهر كراهيتهم جلية في سطور كتبها الجبرتي في المواعظ والاعتبار بمرارة وتحصي الصفحات من خطايا الباشا في حق المصريين ما لا يتسع له المقام ويعجز عنه المقال خاصة أن كلمات الجبرتي لو أوردناها بنصها ربما أوقعتنا تحت طائلة قانون السب والقذف وجرجرتنا للمحاكم.. ولكن الذي هو مسموح به في الكتب غير الذي هو مسموح به في الصحف وربما لا تسمح به الشاشة أيضا حتي ولو كان الباشا هو البطل ولو كان تحت جلد يحيي الفخراني وفي سطور السيدة لميس جابر. ولو كانت نتيجة الاختبار الدرامي الصعب في مسلسل محمد علي سوف تأتي لصالح يحيي الفخراني, فبذلك سيكون الفخراني واحدا من أهم النجوم الذين قدموا الشخصيات التاريخية القديمة. وسيكمل مشواره في العصر الماضي الذي لم يتمه قرينه العملاق الراحل أحمد زكي في تمثيل زعماء في العصر الحاضر لقد نجح همام في اختبار الحب فهل ينجح محمد علي رغم أنف التاريخ هذا السؤال مبكر جدا, إلا أنه يستحق الطرح فما أصعب الامتحان ولو كان بعد عام