في محاولة لتجاوز الخلافات وحملات التجاذب السياسي وتجاوز قضية انفصال الجنوب, اجتمع الفرقاء السودانيون علي مائدة إفطار رمضانية في مقر الجمعية الإفريقية بالقاهرة أمس الأول. دعا إليها مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان والدكتور فرمينا مكويت منار ممثل حكومة الجنوب بالقاهرة, ولم يتخلف أحد من ممثلي الأحزاب السودانية عن الحضور, بمن فيهم أحزاب المعارضة وحركات دارفور المسلحة, إضافة الي إعلاميين مصريين وسودانيين ورجال أعمال. وتناول الجميع معا العصيدة والملاح والحلومر وغيرها من الأطباق والمشروبات السودانية الشهية, شماليون وجنوبيون, مسلمون ومسيحيون, ومعهم السفير السوداني في القاهرة السفير عبدالرحمن سرالختم, في مشهد يسوده التآلف والمودة والسماحة, قل أن يتوافر نظيره في مكان آخر غير السودان. لكن ذلك لم يمنع من احتدام النقاش بينهم عقب انتقالهم بعد الإطفار الي مائدة النقاش الساخن, يتحاورون فيها بشأن القضايا الشائكة في السودان, المهددة وحدته, والذي سيتم استفتاء أبناء جنوبه علي تقرير مصيرهم مطلع يناير المقبل. كان هاجس الجميع فيما بدا هو هل سيجتمعون في رمضان المقبل, وهم جميعا أبناء وطن واحد أم تتفرق بهم السبل, وقد وجه السفير السوداني عبدالرحمن سرالختم التحية لمصر وشعبها ورئيسها التي وصفها بأنها دار لكل السودانيين علي اختلاف انتماءاتهم, وطالب الجميع بالعمل من أجل الحفاظ علي السلام والاستقرار في السودان وعدم العودة الي الحرب. فيما قال رفعت ميرغني ممثل حزب الأمة السوداني المعارض, إن كل المؤشرات تشير الي أن السودان يسير في اتجاه سييء, وأن العمل الذي يتم الآن من قبل الخرطوم لدعم الوحدة مسألة شكلية لن توقف عجلة الانفصال والمخاطر القائمة. ومن جانبه, أكد جوزيف رياك نائب رئيس مكتب الحركة الشعبية بالقاهرة, أن السودان يحتاج لتجنب التفكيك الي قيادة استثنائية وقرارات حكيمة واجراءات سياسية وشجاعة أخلاقية. وقال محمد حسين شرف ممثل حركة العدل والمساواة المتمردة بدارفور, إن دارفور لاتزال بعيدة كل البعد عن السلام, وأنه اذا لم يتحقق السلام بها فإنه لن يتحقق في أي مكان بالسودان. بينما أكد جيفور مكوي ممثل حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان, إنه لو أتيحت الفرصة لأبناء الجنوب للإدلاء بآرائهم بدون أي ضغوط فإنهم سيصوتون لصالح الوحدة.