شاركت أعداد غفيرة من السودانيين في القاهرة أمس في إحياء الذكري الخامسة لرحيل الدكتور جون قرنق مؤسس الحركة الشعبية وزعيمها السابق والنائب الأول للرئيس السوداني. الذي لقي حتفه في حادث تحطم طائرة, وذلك في ظل احتفالات ضخمة داخل السودان وخارجه بذكراه التي ستكون الأخيرة قبل استفتاء تقرير المصير لأبناء الجنوب في السابع من يناير المقبل, الذي سيتقرر علي ضوئه ما إذا كان السودان سيبقي موحدا أم ينقسم إلي دولتين. يأتي ذلك في وقت تستقبل فيه القاهرة بدءا من غد وحتي الخميس المقبل محادثات بين وفدين رفيعي المستوي يمثلان شريكي الحكم في السودان, بهدف تحقيق السلام والاستقرار في السودان, ويرأس وفد المؤتمر الوطني الدكتور نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني ونائب رئيس المؤتمر الوطني, ويضم في عضويته من قيادات المؤتمر الوطني الدكتور مطرف صديق والدكتور سيد الخطيب وإدريس عبد القادر, فيما يرأس وفد الحركة الشعبية السيد باجان أموم وزير شئون السلام, ويضم وفدها من قيادات الحركة الشعبية دينق ألور وعبد العزيز آدم الحلو ووليد حامد.وقال الدكتور فرمينا مكويت منار ممثل حكومة الجنوب في مصر والجامعة العربية والقيادي بالحركة الشعبية: إن الدور المصري يستهدف استبعاد شبح الخلافات والحرب, ومناقشة القضايا العالقة بين الطرفين بهدف حلها, والاستعداد للتعايش السلمي في حالتي الانفصال أو الوحدة بعد استفتاء تقرير المصير, وأضاف: إن هذا الحوار هو تكملة لحوار سابق بدأ في القاهرة قبل الانتخابات, وكذلك يكمل عمل اللجان الفنية التي بدأت في الخرطوم لبحث القضايا العالقة, ومن جانبه قال نصر الدين كوشيب رئيس مكتب الحركة الشعبية بالقاهرة: إن مصر ستكون وسيطا جيدا يساعد الشريكين علي إدارة دفة الحوار بصورة أفضل. وقد أنشدت الحشود التي اجتمعت في كنيسة كل القديسين بالقاهرة أمس لإحياء ذكري قرنق الأغاني الحماسية واستمعت إلي خطابات تؤكد أن قرنق لم يمت وأن فكره ونضاله لا يزالان متواصلين, وقال فرمينا مكويت منار ممثل حكومة الجنوب في كلمته: يجيء الاحتفال بالذكري الخامسة لرحيل مفجر ثورة التهميش وناصر المظلومين في كل بقاع السودان, كما إننا لا ننسي الدور المصري المتعاظم في المساهمة في المشروعات التنموية والخدمية وفي جنوب السودان, حيث ساهمت مصر بمشروعات الكهرباء في الجنوب والمراكز الصحية وتدريب الكوادر من أبناء الجنوب في تخصصات مختلفة وفتحت جامعاتها لطلاب الجنوب.