كتب أحمد صبري أمين: خمسة ملايين دولار هي حجم المكافأة التي رصدتها أمريكا للنيل من رأس زعيم حركة طالبان باكستان حكيم الله محسود, لاتهامه بالوقوف وراء تنفيذ العديد من الهجمات التي تستهدف الأمريكيين في أفغانستانوباكستان, بل وقلب الأراضي الأمريكية. فمحسود, الذي يعتقد أنه مختبئ في المناطق القبلية الباكستانية, بزغ نجمه في صفوف الحركة عام2007 إثر سلسلة عمليات قادها ضد القوات الباكستانية, كان أبرزها خطف300 جندي باكستاني في جنوب وزيرستان, وهي العملية التي رضخت لها حكومة إسلام أباد, لمطالب طالبان وأطلقت عددا من كبار قادتها مقابل إطلاق سراح الجنود, وكان محسود وقتها ضمن عدد من قادة الحركة التابعين لقائدها بيت الله محسود. ومنذ هذه العملية استمر صعود نجم حكيم الله, واسمه الحقيقي ذو الفقار ويبلغ30 عاما في صفوف قيادات الحركة واشتهر ذو الفقار في صفوف طالبان بمهاراته القتالية, وأصبح رفقاؤه يعتبرونه المؤسس الحقيقي لطالبان باكستان, خاصة من تصاعد حدة الهجمات التي كان ينفذها وتحول الي أهم القادة العسكريين لطالبان باكستان وسهل ذلك لحكيم الله تولي زعامة طالبان باكستان بعد مقتل بيت الله, في هجوم صاروخي شنته طائرة أمريكية من دون طيار في أغسطس عام2009, خاصة أنه من أهم العناصر المتمسكة بإقامة إمارة إسلامية لطالبان. وبعد أن تولي زمام قيادة الحركة, نجح حكيم الله في قتل عشرات الأمريكيين, وهدد باستهداف المزيد, فاتهمته واشنطن, بالتورط في قتل سبعة أمريكيين بعد أن دخل طبيب أردني تابع للحركة, معسكرا أمريكيا شديد التحصن خارج ولاية خوست الأفغانية العام الماضي, وفجر نفسه, لتنتمي بذلك وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي أي آيه ثاني أكبر خسائر في تاريخها علي الإطلاق, واتهمته واشنطن أيضا بالتآمر لاستخدام أسلحة الدمار الشامل. في مارس الماضي, تنفست واشنطن الصعداء بعد التقارير التي تحدثت عن مقتل محسود في قصف جوي نفذته طائرة أمريكية بدون طيار, انطلقت من أفغانستان المجاورة, ولكن سرعان ما حبست أنفاسها مرة أخري, بعد الشريط المصور الذي ظهر لزعيم الحركة, علي الإنترنت وتوعد بشن موجة جديدة من الهجمات, التي ستستهدف المدن الأمريكية الكبري.