كتب : سمير فريد: بدأت يوم الأربعاء الماضي الدورة ال67 لمهرجان فينسيا أعرق مهرجانات السينما الدولية في العالم حيث عقدت الدورة الأولي عام1932, وثالث المهرجانات الكبري كل سنة بعد برلين في فبراير وكان في مايو. كان من المقرر أن ينتهي بناء قصر المهرجانات الجديد في فينسيا العام القادم في إطار الاحتفالات بمرور150 سنة علي تأسيس دولة إيطاليا الموحدة الحديثة, ولكن أعلن يوم افتتاح المهرجان أن الانتهاء من بناء القصر تأجل إلي عام2012 بسبب العثور علي مواد سامة مدفونة تحت الأرض أثناء عمليات الحفر. وكان من المقرر أن تكون دورة2011 الدورة الأولي في القصر الجديد, والأخيرة في عقد مدير المهرجان ماركو موللر الذي تولي إدارته عام2004 إلا إذا تم تجديد العقد. ولكن أعلن أن عقد موللر لن يتجدد بعد الدورة القادمة, وصرح موللر بأن هذه رغبته لكي يعود إلي ممارسة دوره كمنتج للأفلام. وعلي أي حال فمع دورة العام الحالي, أو العام السابع, يصبح موللر أول مدير في تاريخ المهرجان يستمر سبع دورات متوالية. عرض في الافتتاح الفيلم الأمريكي البجعة السوداء إخراج دارين أرنوفسكي, والذي يتسابق مع23 فيلما للفوز بجوائز المهرجان. هذا هو الفيلم الروائي الطويل الخامس لمخرجه الذي يعتبر من المواهب الأمريكية المتميزة منذ أن فاز بجائزة أحسن إخراج في مهرجان صاندانس عن أول أفلامه بي أي عام.1998 وقد عرض فيلمه الثاني مرثية حلم في مهرجان كان2000, وعرضت أفلامه التالية في مهرجان فينسيا: الينبوع2006, والمصارع2008, والذي فاز بالأسد الذهبي ذلك العام, ثم البجعة السوداء الذي يعرض داخل المسابقة رغم فوزه بأكبر جوائز المهرجان منذ عامين فقط. عشاق الباليه وعشاق الموسيقي سوف يستمتعون بمقاطع من باليه تشايكوفسكي بحيرة البجع, والذي يظل منذ عرضه الأول علي مسرح البولشوي في موسكو عام1877 من روائع الباليه في كل العصور, ولكنهم لن يستمتعوا إلا بتلك المقاطع فقط. إنه فيلم عن الفن, والسعي إلي الإتقان إلي حد الكمال في الشكل, وذلك من خلال راقصة باليه في نيويورك المعاصرة تقوم بالدور الرئيسي في باليه تشايكوفسكي, ولكن أسلوب الفيلم لا يتناسب مع موضوعه ومضمونه, إذ يجمع بين أسلوب أفلام الرعب وأسلوب أفلام الإثارة. يشترك في مسابقة المهرجان23 فيلما من12 دولة من الأمريكتين وأوروبا وآسيا, ومن دون أي فيلم من العالم العربي وأفريقيا. ويضاف إليها فيلم يعلن عنه بعد غد الإثنين كفيلم مفاجأة يرفع عدد أفلام المسابقة إلي24 فيلما, وهو عدد كبير غير معتاد في مهرجانات السينما الكبري الثلاثة. أفلام المسابقة ال23 من حيث عددها ومصادرها تعبر عن مراكز القوي في خريطة السينما في العالم, فهناك6 أفلام من الولاياتالمتحدةالأمريكية, وهو أكبر عدد من دولة واحدة, يليها4 من إيطاليا بلد المهرجان, و12 فيلما من أوروبا, و3 من آسيا وفيلم من أمريكا الجنوبية إلي جانب فيلم من كندا. وكما لم يعد غريبا- منذ عقدين- اشتراك الأفلام الآسيوية في المهرجانات الكبري بعد أن ظلت سينما قارة نصف سكان العالم في هذه المهرجانات هي الأفلام اليابانية لمدة نصف قرن ويزيد, لم يعد غريبا ندرة اشتراك أفلام عربية أو أفريقية منذ العصر الذهبي لمدرسة السينما المصرية حيث كان يعرض في مسابقة مهرجان كان فيلمان في بعض الدورات. وكما يتفوق العلماء العرب في المهجر, يتفوق مخرجو السينما أيضا, وبعد اشتراك الجزائري بوشارب في مسابقة كان في مايو الماضي, هناك التونسي عبداللطيف قشيش يشترك في مسابقة فينسيا في سبتمبر المقبل من خلال أحد الأفلام الفرنسية الثلاثة فيلم مصري المفاجأة السعيدة كانت اختيار فيلم مصري للعرض في برنامج آفاق, الذي أصبح لأول مرة مسابقة للأفلام الطويلة ومتوسطة الطول والقصيرة, ويمنح ثلاث جوائز بكل قسم من أقسامه الثلاثة حسب أطوال الأفلام. والفيلم الذي تم تصويره في مستشفي الأمراض العقلية تسجيلي طويل من09 دقيقة بعنوان ظلال إخراج ماريان خوري والمغربي مصطفي الحسناوي ومن إنتاج شركة مصر العالمية يوسف شاهين وشركاه. وهذا هو الفيلم المصري الوحيد الذي اختير هذا العام للعرض في أحد المهرجانات الكبري الثلاثة بعد مهرجان برلين في فبراير ومهرجان كان في مايو حيث لم يعرض فيلم واحد من مصر أو العالم العربي. وفي نفس برنامج آفاق, يعرض الفيلم اللبناني التسجيلي الطويل أيضا(58 دقيقة) عندما كنا شيوعيين إخراج ماهر أبي سمرة, ولا توجد أفلام عربية أخري في برامج المهرجان. وفيلم ظلال إنتاج مصري فرنسي مغربي مشترك, أما فيلم عندما كنا شيوعيين فإنتاج لبناني فرنسي مشترك. لجنة التحكيم والجوائز لجنة تحكيم المسابقة المخصصة للأفلام الطويلة, وكلها هذا العام روائية طويلة من7 أفراد منهم امرأة واحدة, وبرئاسة المخرج الأمريكي كونتين تاراتينو, وعضوية كل من المخرجين آرنو ديبليشات من فرنسا, وجابريلك سالفاتوريس ولوكا جيودا جينينو من إيطاليا, والموسيقي الأمريكي داني إيلفمان, وكاتب السيناريو المكسيكي جوليرمو أرياجا, والممثلة الليتوانية التي تلمع في هوليوود إنجيبورجا دانكيونايتي, وتمنح اللجنة الجوائز التالية: الأسد الذهبي لأحسن فيلم الأسد الفضي لأحسن مخرج جائزة لجنة التحكيم الخاصة جائزة أحسن سيناريو جائزة أحسن إسهام فني جائزة أحسن ممثل جائزة أحسن ممثلة جائزة مارشيليو ماستردياني لأحسن وجه جديد في التمثيل. أقسام المهرجان ويشهد المهرجان08 فيلما طويلا تعرض لأول مرة في العالم داخل وخارج المسابقة في الأقسام التالية: خارج المسابقة مسابقة آفاق أيام فينسيا أسبوع النقاد لجان التحكيم الأخري تشكلت لجنة تحكيم مسابقة آفاق برئاسة المخرجة والتشكيلية الإيرانية في المنفي شيرين نشأت, وعضوية المخرجة التونسية رجاء عماري, والمخرجين الإيطالي بيترو مارشيلو, والفلبيني لاف دياز, والناقد النمساوي ألكسندر هوارث. أما لجنة تحكيم جائزة لويجي دي لورينتس(001 ألف دولار أمريكي) لأحسن فيلم أول في كل أقسام المهرجان داخل وخارج المسابقة, فقد تشكلت برئاسة المخرج الألماني من أصل تركي فاتح أكين, وعضوية المخرجين الصيني ستانلي كوان, والإسرائيلي شامويل ماوز, الذي فاز بالأسد الذهبي العام الماضي عن فيلمه الطويل الأول لبنان, والممثلة الإيطالية ياسمين ترنيكا, والمنتجة الهندية نينالات جوبتا, وهناك أيضا جائزة الجمهور( أي بالاستفتاء) لأحسن فيلم أول في أسبوع النقاد(5 آلاف يورو). ولجنة التحكيم الرابعة في المهرجان إلي جانب لجان تحكيم المسابقة الرئيسية, ومسابقة آفاق ومسابقة الفيلم الأول هي لجنة برنامج السينما الإيطالية المعاصرة, وقد تشكلت من ثلاثة إيطاليين برئاسة الممثل فاليريو ماسترانديرا, وعضوية المخرجة سوزانا نيكياريللي والناقد داريو أدواردو فيجانو, وتمنح جائزة واحدة لأحسن فيلم, ولها قيمة مادية فيلم خام من شركة كوداك ب04 ألف يورو مساهمة في إنتاج الفيلم التالي للمخرج. جاسمان والكوميديا الإيطالية وكل مهرجان كبير للسينما يعني بتاريخ السينما, ولا يقتصر فقط علي عرض الأفلام الجديدة في برامجه, وفي هذا العام يوجه فينسيا تحية إلي اسم نجم السينما الإيطالية والعالمية فيتوريو جاسمان في ذكري مرور عشر سنوات علي وفاته, وذلك بعرض نسخة جديدة مرممة من فيلمه عطر امرأة إخراج دينو ريزي عام4791, الذي فاز عنه بجائزة أحسن ممثل في مهرجان كان, كما فاز آل باتشينو بالأوسكار عن نفس الدور في النسخة الأمريكية التي أخرجها مارتين بريست عام2991, وقد عرض الفيلم عشية افتتاح المهرجان, وفي يوم الافتتاح عرض الفيلم الإيطالي التسجيلي الطويل جاسمان يلتقي مع جاسمان إخراج جيان كارلو سكار شيلي, وكان يوم الافتتاح أول سبتمبر هو اليوم الذي ولد فيه جاسمان. وموضوع البرنامج التاريخي هذا العام الكوميديا الإيطالية من7391 إلي8891, ويعرض03 نسخة جديدة مرممة من03 فيلما طويلا, ويحضره المخرج الكبير ماريو مونشيللي, ويتحدث فيه نجوم الكوميديا الشباب عن النجوم الكبار الراحلين, ويقدمون أفلامهم ويناقشونها مع الجمهور.