إلي صاحب رسالة الملاك الحارس: كم من الحسنات أغدقت بها ياسيدي وأنت تروي صيامنا.. تطعم أرواحنا.. تغذي عقولنا.. تطفئ لهب الكون من حولنا.. تعلي من حرارة المشاعر عندنا! أخي الكريم من سطر بأنامله البديعة واحدة من أجمل القصص الإنسانية.. لم يمنحه الله أسلوبا سلسا رشيقا راقيا في الكتابة فحسب, بل منحه تعالي ما هو أعظم وأجل, منحه أناسا لديهم إحساس من الألماس.. أناسا ليسوا كبقية الأناس.. نعم هم في مثل أشكال البشر.. وإنما هم نفوس كنفيس الدرر. مني أعين الخلائق جميعا.. وليس البشر وحدهم.. أن يكون علي كوكبنا الكثير والكثير ممن هم مثل هذا القمر المنير المشع إشعاعا خجلت منه شمس الكون لبراعته وتفوقه عليها.. نور بلا حرور.. يضيء من قلب يروي العطشي بمائه الطهور. أبي الربيع أن يغيب علينا غيبته.. وأينعت زهور الحق والخير والجمال.. وازينت في أجمل حلة.. لتتوج عنق الملاك الحارس مع أننا لسنا في شهر مارس! تسقط العبرة( بفتح العين) ونتعلم العبرة( بكسر العين) بأنه لا يمكن أن تكسر عين.. مادامت هناك مثل تلك العين الحانية التي لا يضاهيها جمالا في صفائها. منحة من الخالق العظيم أن يكون بيننا أمثال( ماما مني ذو الفقار) مثلما كان يحب أن يناديها أخي العزيز.. تلك الأم ذات الأمومة الطاغية والنبل والأخلاق الراقية.. طوبي لها ولكل من علي شاكلتها.. وهنيئا لها ومن هم من أمثالها بقلوب تتضرع داعية لها بإخلاص.. مثلما كانت سبيلهم للخلاص من انكسار النفس وهوانها.. لتتحول إلي نفس قوية شامخة.. عالمة. وختاما يبدو أن( ماما مني) أصبحت مشاركة لصفية زغلول أم المصريين في اللقب, وبالرغم من أن ما قرأناه هي قصة لمصري واحد, من المؤكد أن هناك غيره الكثير والكثير.. لا يهمنا العدد.. حتي وإن كانت نفس واحدة حظيت بالمدد.. مدد إنساني رفيع في المقام الأول.. تلك النفس التي قال عنها عز من قال: ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا. علياء ناصف [email protected]