في المتوسط ليس أقل من2000 مقالة سنويا لكبار الكتاب والخبراء والمفكرين في صفحة قضايا وآراء تتناول مختلف القضايا التي تهم الوطن والمواطن الحاكم والمحكوم علي كافة الأصعدة داخليا وخارجيا يكتب فيها كبار الكتاب علي سبيل الذكر لا الحصر قداسة البابا شنودة د. رفعت السعيد د. علي الدين هلال أ. مفيد فوزي د. يمن الحماقي د. أحمد يوسف القرعي د. حامد عمار د. مصطفي الفقي د. حسن أبوطالب والقائمة كبيرة ولا يتسع المجال هنا لذكرها, هذا بالاضافة الي مقالات الكتاب العظام امثال أ.يوسف القعيد. أ هذا بالاضافة الي عدد كبير من الصحفيين والمراسلين علي أعلي وارقي مستوي ثقافي وعلمي يمدون شريان الثقافة مع كل طلعة شمس بنهر عظيم من المعلومات والتحقيقات والتحاليل والآراء. وللاهرام تاريخ طويل يمتد عبر عقود من الزمان يمتد لاكثر من مائة عام في تشكيل الوجدان الثقافي في مصر والمنطقة العربية. قد أكون اطلت في المقدمة ولكن لاهميتها اردت ان أؤكد بان مصر عامرة بالمفكرين والكتاب والمحللين في مختلف التخصصات والمخلصين في حب مصر ولعل المناخ الديمقراطي غير المسبوق في عهد مبارك هو الذي أثمر كل هذا الطرح الثقافي والفكري والقيادات الصحفية المستنيرة رسخت ذلك واتاحت الفرصة للاقلام النزيهة لتشارك في حب الوطن بالرأي والكلمة المجردة عن كل هوي والسؤال هنا هل هناك فجوة بين الكتاب والمفكرين ومن جانب والتنفيذيين من جانب آخر واذا كانت هناك فجوة بالفعل فما هو حجمها وما مدي اتساعها. لعلكم تتساءلون معي رغم كل هذا الحجم والفكر الناضج والآراء والحلول والقيمة والقامة الكبيرة لكبار الكتاب والمفكرين وقادة الرأي في المجتمع فإننا نلاحظ وكاننا محلك سر بل نتقدم للخلف, مازلنا في القرن الواحد والعشرين لا نعرف كيف نواجه مشكلة النظافة ولانعرف حلولا لمشكلة المرور. ومع ذلك فالصورة ليست قاتمة فلا أحد يستطيع أن يشكك فيما يبذل من جهد للتنمية في مصر وبصفة خاصة في الصعيد الذي طواه النسيان لعقود, أكثر من الف قرية تحت خط الفقر تسعي الحكومة لتنميتها, ولعل مفهوم التنمية البشرية هنا أخذ معني مختلفا عما عرفه الكثيرون فالتنمية البشرية في القري الاشد فقرا تعني مياها نظيفة وانارة ومدارس ومساكن وطرقا وصرفا صحيا ومستشفيات, وكم شاهدنا قيادات الدولة التنفيذية من الوزراء المعنيين يتوجهون للقري الاشد فقرا وعلي رأسهم السيد أمين السياسات يقفون بأنفسهم علي احتياجات أهالينا من أبناء الصعيد, لا شك أن الخطة الاستثمارية للدولة تحتاج الي اربعة أضعاف المخصص في الموازنة وهنا يأتي دور رجال الأعمال وما عليهم من التزام اجتماعي نحو الوطن. ولعل المشكلة تتمحور في اننا بحاجة ماسة الي الاستثمار في مشاريع انتاجية تساهم في دعم الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل حقيقية. ان النظرة المحدودة في القاء عبء التوظيف علي الحكومة باتاحة فرص عمل في دواوين الحكومة لن يؤدي بنا الي النجاة مما نحن فيه, فالجهاز الاداري للدولة(6 ملايين موظف) اصبح ضخما مترهلا عاجزا عن القيام بدوره باستثناء بعض المؤسسات, وهي في مجملها لا تتجاوز أصابع اليد فنحن في مصر لدينا موظف لكل11 مواطنا وفي كل دول العالم1 لكل40 الي100 مواطن. هذا بالاضافة الي قوانين عقيمة من حقبة الاشتراكية وحقوق ومكتسبات آلت دون جهد أو قوي انتاجية فعلية, وأصبح الشغل الشاغل للمواطن هو الفوز في السباق المحموم للحصول علي لقمة العيش. وفي رأيي نحن بحاجة الي مواجهة المشكلات من جذورها وتولية ذوي العلم والخبرة والقدرة واعطاء الفرصة للشباب للاضطلاع بمسئولياتهم. وحتي ندعم التواصل الفكري في الاتجاهين بين الكتاب والمفكرين من جانب والتنفيذيين من جانب قد نري أننا في حاجة الي أن تخصص الاهرام العريقة صفحة اسبوعيا للمسئولين التنفيذيين ليردوا ويعلقوا علي آراء الكتاب ومدي امكانية تنفيذ ما هو مقترح من حلول واراء حول القضايا المختلفة.