تكمن المشكلة الاقتصادية في طبيعة العلاقة القائمة بين الدول المتقدمة والدول النامية وتحديدا في عدم تكافؤ شروط التبادل بينهما. وهي علي المستوي العالمي ليست مشكلة ندرة وانما هي مشكلة سوء توزيع وافتقاد الدول الغنية الي مفهوم عادل لتوزيع الثروة, الامر الذي سبق الاسلام الي اقراره منذ اربعة عشر قرنا. وان المشكلة الاقتصادية علي المستوي المحلي كما يقول المستشار الراحل الدكتور محمد شوقي الفنجري في كتابه الاسلام والمشكلة الاقتصادية ليست ايضا مشكلة ندرة ويكفي ان نشير الي وفرة الموارد الطبيعية من مختلف دول العالم الثالث الفقيرة بافريقيا واسيا, وتكمن مشكلتها في عدم استغلالها لمواردها الطبيعية, وصدق الله العظيم( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الانسان لظلوم كفار). وكان يمكن للدول الصناعية المتقدمة بما لديها من وسائل التقنية الحديثة مشاركة دول العالم الثالث في استغلال مواردها الطبيعية فتستفيد وتفيد اعمالا للاسلوب الاسلامي في التنمية بالمشاركة لا بالقروض الربوية ولكن افتقاد الثقة بين الطرفين ازاء حرص اكثر الدول الصناعية علي فرض شروطها التعسفية وحرص اكثر دول العالم النامي علي اخضاع الاقتصاد للسياسة, اضاع علي الطرفين ميزة الاستفادة بما عند كل طرف من امكانيات, وقد تناسوا قوله تعالي( وتعاونوا علي البر والتقوي). وقوله تعالي( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا). ويشير الكتاب الي ان المال في الاسلام ليس غاية وانما هو وسيلة لراحة الانسان وسعادته, كما أن الاسلام يأمر بالتزين المباح الذي يرتبط بحمد الله تعالي وينهي عن الترف الذي يرتبط بالبذخ او المغالاة, يقول تعالي( يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولاتسرفوا إنه لايحب المسرفين. قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة). من ذلك يتبين عظمة الاسلام حين ربط المشكلة الاقتصادية بهدف رفع مستوي المعيشة وتحسينه, كما يتبين بعد نظر الفقهاء القدامي حين عبروا عن ذلك باصطلاح حد الكفاية لكل مواطن, لا هدف الرخاء المادي أو الرفاهية الاقتصادية المصطلح عليه حديثا وما صاحبه من مساوئ ومقالب. إن البشرية اليوم لفي اشد الحاجة الي المذهبية الاسلامية للخروج من ازماتها. وصدق الله العظيم( ولاتكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم انفسهم أولئك هم الفاسقون). وقوله تعالي:( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقي). وقوله سبحانه( ياأيها الناس انتم الفقراء الي الله والله هو الغني الحميد).