عربة نصف نقل تجوب الشوارع وعليها ميكروفون يذيع بصوت مرتفع: تضامنا مع المواطنين المحتاجين وإللي موشلاقيين, قررنا تخفيض أسعار اللحوم! لا فقير ولا بيه.. كيلو اللحمة بعشرين جنيه! الناس تهرول وراء العربة في الشوارع.. الموظفون يتركون مصالحهم.. المرضي يغادرون المستشفيات وأجسامهم مغطاة بالشاش.. مظاهرة عارمة في حب اللحمة.. البعض يسقط علي الأرض وتدوسه الأقدام من فرط الزحام. هذا هو المشهد الثالث نهار خارجي شوارع.. من فيلم الموسم لحمة يا دنيا لحمة.. والذي بعث به الصديق الكاتب محمد الصادق إلي جروب أدب الأهرام الساخر علي الفيس بوك, ورغم أن الموضوع كله خيال وفانتازيا.. يعني زي الكلام معلهوش جمرك.. إلا أن السيناريو انتهي نهاية واقعية حيث نفي مصدر مسئول أن تكون بقايا لحوم الحمير التي تم العثور عليها والخاصة بالأسود في السيرك قد استخدمت في الاستهلاك الآدمي..قديمة يابو حميد ونهاية تقليدية للغاية وحتي لو قلت لي إن شخصيات الفيلم قد استطالت آذانهم واكتست نظراتهم بالغباء.. برضه قديمة ولو بينهقوا كمان! أحدث أصدقاء جروب أدب الأهرام الساخر.. علي الفيس بوك هي الكاتبة مني سليمان التي رمت بياضها.. من خلال أول مشاركة لها بهذا الزجل البديع: ياللي انت سايق في الدلال ورماني قلبي لدنيتك طبعك ولا طبع العيال وعايزني أدوب في محبتك مانتاش شاريني بحر مال ولانيش رهينة حضرتك انجز بقي وحمي العيال وهات فطار في سكتك وصفحة أدب ساخر.. من ناحيتها تحيي هذه المبادرة الرائدة في توزيع الأدوار بين الجنسين في المجتمع, كما تثمن جهد الصديقة البارز في تحسين الخطاب النسائي تجاه الجنس الآخر.. ويا ميت خسارة علي الرجالة.. واسقني واشرب علي أطلال زمن الشنبات! * المحرر