طهران تل أبيب وكالات الأنباء فيينا مصطفي عبدالله: يكتنف الغموض حادث تحطم طائرة مقاتلة إيرانية أمس الأول بالقرب من مفاعل بوشهر النووي الإيراني الذي سيتم تدشينه السبت المقبل. في الوقت الذي أعلنت فيه إيران استعدادها بسيناريو من ثلاثة أجزاء للرد على أي هجوم أمريكى، يتضمن إغلاق مضيق «هرمز»، وشل فاعلية القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان، وتدمير إسرائيل. وذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس أن حادث تحطم الطائرة هو الثاني من نوعه الذي يقع في هذه المنطقة خلال عدة أسابيع، وأنه يدل على توتر الجهات الأمنية الإيرانية قبل تشغيل المفاعل، مرجحة أن تكون الطائرة تحطمت خلال أعمال دورية روتينية تجري في المكان تحسبا لوقوع هجوم إسرائيلي على المفاعل. وكانت وسائل إعلام إيرانية قد أعلنت تحطم الطائرة وهي من طراز »»إف-4« دون سقوط ضحايا قرب ميناء بوشهر جنوبإيران على بعد 40 كيلومترا من مفاعل بوشهر. ونقلت وكالة فارس عن مسؤول محلي إن الحادث ناجم عن »مشكلة تقنية« وسقوط الطائرة في منطقة صحراوية لم يسبب خسائر بشرية او مادية. وما زال الجيش الإيراني يملك طائرات مقاتلة أمريكية من طراز »إف-4« تم شراؤها قبل الثورة الاسلامية سنة 1979. وشددت السلطات الإيرانية خلال الأيام الاخيرة إجراءات الحماية العسكرية حول المحطة تحسبا لهجوم جوي محتمل من الجيش الاسرائيلي. من جهته، حذر البريجادير على شادمانى رئيس ادارة العمليات بالقيادة العامة للقوات المسلحة الايرانية من مغبه قيام أمريكا باعتداء على ايران قائلا إن بلاده ستسيطر على مضيق هرمز. ونقلت وكالة »مهر« الإيرانية للأنباء الليلة قبل الماضية عن شادمانى قوله »لمواجهة العدوان المحتمل فقد خططنا لثلاثة إجراءات وفي مقدمتها السيطرة بشكل تام على مضيق هرمز حيث لن يسمح من خلال هذا الإجراء لأي أحد بالحركة، وفي هذا الخصوص أجرينا حتى الآن عدة مناورات، وعلى هذا الأساس فمن المؤكد أن تنفيذ أي من هذه الخطط سيلحق الهزيمة بالعدو في بداية أي محاولة يقوم بها«. وأردف قائلا »نحن نراقب بدقة جميع القواعد الامريكية في أفغانستان والعراق، واستنادا إلى ذلك فعند أدنى محاولة ضد إيران سنجعل القوات الموجودة في هذه القواعد تصاب بالشلل ولن يسمح لها بالقيام بأي عمليات«. واشار العميد شادماني إلى الإجراء الثالث قائلا إن إسرائيل هي الحديقة الخلفية لأمريكا، وعلى هذا الأساس فإننا سندمر هذه الحديقة الخلفية، كما أن أمريكا وإسرائيل يدركان جيدا هذه الامكانية التي نمتلكها«. وكان وزير الدفاع الإيرانى أحمد وحيدي قد أكد في وقت ومن ناحية أخرى، أكد علي أصغر سلطانية مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية على هامش لقائه بمندوب كوريا الشمالية على قوة وتطوير العلاقات بين البلدين، معربا عن أمله في ألا يسمح مسئولو البلدين للأعداء بتنفيذ مؤامراتهم الشريرة، وذلك من خلال اليقظة والحنكة. كما نصح سلطانية المسئولين الأمريكيين بالتخلي عن اجراءاتهم الاستفزازية والخروج من منطقة شبه الجزيرة الكورية ليتمكن شعب ومسئولو الكوريتين من حل قضاياهم، وأعرب عن ارتياحه لتوسيع وتوطيد العلاقات بين طهران وبيونج يانج، مضيفا أنه لا توجد أية قيود أمام الارتقاء بمستوى العلاقات بين البلدين. من جانبه، صرح مندوب إيران بمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) بفيينا بأن اوضاع صادرات النفط الخام الإيراني وبيعه طبيعية وأن ما نقل حول خفض إيران حجم تصدير نفطها الخام لا أساس له من الصحة مطلقا، معتبرا أن تلك الاخبار تأتي في إطار الحرب النفسية والاعلامية التي يقودها الغرب ضدد طهران. على صعيد آخر، استبعد محللون سياسيون أن تغامر تركيا بتجاهل واشنطن لفترة طويلة بشأن تعزيز علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع إيران، رغم تجاهلها حظرا أمريكيا على بيع البنزين لطهران. وقال الخبير مير جاويد علي الخبير فى شئون الشرق الأوسط إن تركيا تحاول وضع نفسها في مكانة القوى الكبرى مثل الصين وروسي، لكن مناورتها مع واشنطن على المدى البعيد سيكون لها أثر عكسي، إذ ان هذه الإجراءات ستعتبر غير مرغوب فيها من جانب الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وعاد قرار تركيا بتجاهل حظر أمريكي على بيع البنزين لإيران على البلاد بمال وفير وعزز صورتها كقوة إقليمية ناشئة، فقد جمعت أنقرة بالفعل ما يزيد على 200 مليون دولار من بيع البنزين لإيران منذ يونيو الماضي أغلبه بزيادة بنحو 25% عن أسعار السوق.