كتب : وجدي رزق : أزمة القمح الروسي تجعل الكثيرين يتساءلون: إذا لم نحقق الاكتفاء الذاتي في المحاصيل وفي حالتنا هنا الأرز؟ هل الموقف الحالي له مطمئن؟ وما السببت وراء ارتفاع أسعاره في الأسواق؟ في البداية يقول الدكتور أيمن أبو حديد رئيس مركز البحوث الزراعية إنه فيما يتعلق بالوضع الحالي للأرز في مصر, قام برنامج الأرز في مركز البحوث الزراعية باستنباط اصناف عالية الإنتاجية ذات استهلاك مائي يصل إلي نحو6 آلاف متر مكعب مياه للفدان, ويحقق إنتاجية نحو4 أطنان للفدان. ويؤكد الدكتور أيمن أبو حديد أن مساحة الأرز التي تزرع سنويا تراوحت في الآونة الأخيرة بين1.6 مليون فدان عام2006 و1.1 مليون فدان عام2010, وقد تزداد هذه المساحة إلي1.35 مليون فدان وهي المساحة الآمنة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأرز دون الحاجة إلي الاستيراد حسب استراتيجية وزارة الزراعة مع مراعاة ضرورة زراعة الأرز في الحزام الشمالي بطريقة الغمر للحفاظ علي التربة من التمليح, وتدهور الأرض بدخول المياه المالحة إلي أراضي الساحل الشمالي. ويضيف ان مركز البحوث الزرا عية مع برنامج التعاون الدولي وبالاشتراك مع135 دولة نجح في استنباط أرز اصناف ارز هجين عريض الحبة تصل إنتاجيته إلي5.5 طن/فدان, وهو هجين2003 وجار نشره علي المزارعين لزيادة الإنتاجية من وحدة المساحة في ظل محدودية الأراضي والمياه. وضع مطمئن أما الدكتور فوزي نعيم محروس الرئيس الأسبق لمركز البحوث الزراعية فيقول: ان الوضع الحالي للأرز مطمئن جدا, لان المساحة المزروعة العام الماضي كانت1.37 مليون فدان, ومتوسط الإنتاجية للفدان4.3 طن/ للفدان بإجمالي5.5 مليون طن أرز شعير مقابل3.6 مليون طن أرز في العام قبل الماضي. أما الاستهلاك المحلي من الأرز بالنسبة ل80 مليون مصري فهو3.3 طن أرز أبيض, وهو مايؤكد ان موقف الأرز مطمئن, ويؤكد توفير الأرز للسوق المصرية. خطة مستقبلية يؤكد الدكتور فوزي نعيم محروس ان لوزارة الزراعة ممثلة في مركز البحوث الزراعية خطة مستقبلية تستهدف التأكيد علي الوصول إلي الاكتفاء الذاتي من الأرز, علي اعتبار انه سلعة استراتيجية لايمكن الاستغناء عنها, وتتمثل في الاستمرار في استنباط الاصناف قصيرة العمر قليلة الاحتياجات المائية, والتركيز علي إنتاج أو استنباط أصناف مقاومة للجفاف. ويضيف ان الخطة تتضمن أيضا التوسع في استنباط هجين وهي سلالة ثبت نجاحها وارتفاع إنتاجيتها عن الأصناف المزروعة بنحو15 20% إلي جانب التوسع في البحوث بترشيد استخدام المياه لإنتاج الأرز. ويتابع أن هذه الاستراتيجية تؤدي إلي توفير المياه وإمكانية زيادة المساحة المزروعة من الأرز لتصل إلي1.35 مليون فدان بدلا من1.1 مليون فدان, وذلك حتي يتحقق الاكتفاء الذاتي, وتوفير احتياطي آمن من الأرز يستخدم وقت الأزمات. التجار السبب فيما يتعلق بارتفاع سعر الأرز المستمر يؤكد الدكتور فوزي نعيم محروس ان السبب في ذلك ليس ندرة الأرز أو عدم وجوده في الأسواق, وإنما التجار الذين ينقضون علي المزارعين وقت الحصاد لشراء المحصول وتخزينه في مخازنهم بهدف تعطيش السوق انتظارا لفتح الباب لتصديره إلي الخارج نظرا للطلب العالمي علي الأرز المصري وعدم وجود سياسة سعرية واضحة يلتزم بها الجميع, وبالتالي تتم زيادة الطلب علي المعروض القليل فيتم ارتفاع الأسعار دون رقيب علي الأسواق. زراعة البدائل حلا لهذه المشكلة يري الدكتور فوزي ضرورة تشجيع الفلاح علي زراعة البدائل للأرز وتوفير سعر مناسب لهذه المحاصيل البديلة, مثل عباد الشمس وفول الصويا والذرة الشامية والقطن والمحاصيل الصيفية خاصة أن المحاصيل البديلة كالذرة الشامية نستورد منها حوالي5 ملايين طن ذرة صفراء لتغطية احتياجات الأعلاف الحيوانية والداجنة بأسعار مرتفعة جدا لو أعطيت الي المزارع المصري لأمكنه إنتاج هذه الكميات. ويضيف: لن نسمح بالاستيراد للأرز تحت أي مسمي لأننا قادرون علي تغطية الاحتياجات المحلية من الأرز, أما ارتفاع الأسعار فلعبة تجار ليس لنا دخل فيها وهذه قضية تحتاج الي ضبط الأسواق. ويؤكد أن المركز يستهدف الوصول إلي زيادة انتاجية الفدان20% بحلول عام.2030 ويطالب بضرورة التركيز علي زراعة الأرز في شمال الدلتا لمنع غزو المياه المالحة لأراضيها مشددا علي أن منع الفلاح من زراعة الأرز في شمال الدلتا خاصة المناطق القريبة من البحر يعتبر خطأ كبيرا لأن من أهداف استصلاح التربة المالحة منع غزو المياه المالحة من البحر الأبيض للدلتا نفسها.