صدر أخيرا كتاب' أئمة علم الحديث النبوي في بلاد ما وراء النهر' من تأليف د. رمضان رمضان متولي, والكتاب عبارة عن دراسة تاريخية تمتد لفترة ثلاثة قرون بعد الهجرة النبوية, ينقل من خلالها المشاهد والمراحل التي مر بها الحديث النبوي الشريف في رحلته المباركة منذ أن خرج من فم الرسول صلي الله عليه وسلم إلي أسماع الصحابة والمؤمنين به, وتناقلته الأسماع والأفهام وآمنت به العقول والقلوب إلي أن وصل إلي مرحلة التدوين في عهد الخليفة الأموي العادل عمر بن عبد العزيز.. إلي أن استقر به المقام وتبوأ منزلة سامية وأصبح علما له أصوله وقواعده وأحكامه ومصطلحاته, واحتوته الكتب المعروفة بالصحاح وكذلك السنن أمثال: صحيح البخاري ومسلم, وسنن الدارمي والسمرقندي والترمذي والنسائي والبيهقي.. وغيرها, ويتناول الكتاب حياة هؤلاء الأئمة وكيف خدموا بجهودهم السنة النبوية المطهرة حفظا وتدوينا وضبطا وإتقانا. ويقع الكتاب في أربعة أبواب, يتناول بالبحث في بابه الأول بلاد ما وراء النهر من حيث الموقع والتضاريس والتاريخ, ثم يختص بالبحث مواطن المحدثين مثل مدن بخاري وسمرقند وترمذ وقزوين, وفي الباب الثاني يتحدث عن دولة الفرس وعلاقتها بالعرب قبل الإسلام, ودخول الإسلام إلي هذه البلاد, وكيف عاشت تحت رايته, أما في الباب الثالث فينتقل فيه إلي الحديث النبوي وقضية التدوين وموقف الصحابة الكرام من الحديث النبوي, والتدوين الفعلي للسنة النبوية وطرق التدوين وعلوم الحديث النبوي المختلفة. أما الباب الرابع فيروي سيرة عشرة من أئمة الحديث النبوي وهم الدارمي والسمرقندي والبخاري والترمذي وأبو داوود ومسلم وابن ماجة والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والبيهقي. ويفسر المؤلف الجهود التي بذلها أئمة الحديث في بلاد ما وراء النهر والهمة التي عرفت عنهم في هذا الأمر والتي أدت إلي وجود عدد من أعلام الحديث النبوي هناك, فيقول:' إن دل ذلك فإنه يدل علي أن الإسلام قد صهر هؤلاء القوم في بوتقته, فأقبلوا بإخلاص وحب علي النهل من منابعه الخصبة الطيبة المباركة, فأنعم الله عليهم بالعلم الصادق والحاذق بكتاب الله وسنة نبيه الكريم صلي الله عليه وسلم, وأصبحوا جميعا أبناء للثقافة الإسلامية التي انضوي تحتها العرب والعجم ومن سواهم فأخرجوا لنا هذه الكتب التي وصف أحدها وهو' صحيح البخاري' بأنه أصح كتاب علي وجه الأرض بعد كتاب الله جل وعلا. الجدير بالذكر أن الكتاب صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.