في بداية أكتوبر الماضي, فوجئت وأنا أصرف معاشي من نقابة التطبيقيين بالعباسية بقرار يلغي استحقاقي المعاش اعتبارا من تاريخ بلوغي70 عاما والذي يوافق يوم8/28, حيث انني من مواليد1939 علما بأن مبلغ المعاش الملغي لايزيد عن105 جنيهات كل شهر فقط لاغير, بعد أن كان مجرد قروش علي مدي أعوام. وطول عهود. ودهشت لهذا القرار الغريب الذي اتخذته النقابة وكأنه( منحة تسول) دون النقابات الأخري, والذي لايمكن أن يتماشي مع مسئوليتها وانسانيتها حيال اعضائها, خاصة هؤلاء الذين بلغوا أرذل مراحل العمر, وأسوأ الأحوال الصحية والمادية, بعد أن انكمشت دخولهم, وتراكمت امراضهم وساءت احوالهم. وإن كانت النقابة كما تزعم تعاني عجزا في إيراداتها, ولاتفصح عن فشل مشروعاتها وخسائر مصروفاتها. فيجب ألا يقع العبء علي معاش هؤلاء العجزة المنكوبين, والذي لايشفي من جوع, ولايعالج موجوعا.. لهذا أري أن هذا القرار القاسي المتعسف كان يجب أن يتبدل ويصبح( رصاصة الرحمة) مثلما يحدث لخيل الحكومة, بدلا من الموت جوعا. إنني لا ادري كيف أتت للنقابة الجرأة علي تنفيذ مثل هذا القرار, دون سؤال, وبلا اخطار, وبقلم بارد, ثقيل, عقيم. إن المفروض علي هذه النقابة ان تساند اعضاءها وتقدم لهم العون, وهم في محنة, ولو بحماية هذا(الفتات) الذي ترميه إليهم.. حيث يجب ألا تنتفخ الكروش عند القمة, وتصادر القروش عند أهل السفح والعوز والفقر. انني ومنذ عهد طويل وأنا عضو في تلك النقابة, ولم يحدث يوما أن أستدعيت لجمعية عمومية, أو اجتماع أخوي, أو مناقشة أي أمر أو ميزانية, لدرجة أن غالبية الاعضاء لايدركون وعلي طول أيام عضويتهم اسم نقيبهم, ومقار من يحكمون ويأمرون ويقررون تمزيق الحقوق, وقطع الارزاق. سؤالي الأخير: لماذا نجد نقابة التطبيقيين خلاف كل نقابات الكرة الأرضية تقطع معاش العضو الذي يبلغ سن السبعين, وهو الأولي في هذه السن بالذات.. بالنظر إليه برحمة واشفاق.. أم أن الأكابر في هذه النقابة يعتقدون انهم محصنون ضد الوصول إلي الشيخوخة ومعاناة أمراضها وويلاتها؟ إننا نرجو( رصاصة الرحمة) بدلا من شظف العيش, والموت جوعا. محمد السيد سالم عضو اتحاد الكتاب وعضو نقابة( التطبيقيين)