لم أتعود أن اخاطب الوزيرة مشيرة خطاب, وزيرة الأسرة والسكان, من خلال صفحات الأهرام لما يربطني بها من صداقة واعجاب كبير من جانبي في التوجه العصري التنويوي من جانبها في معالجة قضايا المجتمع. وأستأذنها, بما يربطني بها من صداقة قديمة, أن أفتح ملف اجازة الابوة, من خلال صفحات الأهرام حتي تتحول القضية إلي قضية عامة يلتف حولها المجتمع والاسر من أجل جيل محاط بأكبر قدر من الحب من الابوين, وان يتوافر لهذا الجيل الرعاية الكاملة في الأسابيع الأولي من الولادة, وحتي لايقع العبء علي الأم وحدها فتتحول إلي انسانة تتوتر مع كل صرخة للطفل وكل وجبة غذاء فيتحول التوتر إلي المولود دون دراية من الأبوين. والهدف من فتح هذا الملف هو تشجيع الرجال في مصر علي المطالبة بهذا الحق لأنني أخشي أن يتخفي الرجال وراء صورة الرجل الماتشو أي الرجل الذي لايهزم ولامشاعر له إلي آخر هذه الصورة, فيفقد الرجال احلي أسابيع التكوين بعيدا عن المولود الجديد في الأسابيع الأولي بعد الولادة, وبحثت في كيفية معالجة دول العالم لهذه القضية الحيوية التي سوف تؤثر بالتأكيد علي النشا وبلورة الحياة بشكل أفضل لكل مولود جديد, ووجدت علي سبيل المثال وليس الحصر ان قوانين العمل في المملكة العربية السعودية تمنح الأب ومولوده الجديد يوما واحدا اجازة ابوة مدفوعة الاجر والجزائر3 أيام والبرازيل5 وحتي تشاد تمنح اجازة10 أيام, أما الدول التي تمنح اجازة طويلة للأب فنجد ان كندا تمنح إجازة مدفوعة الاجر35 اسبوعا يقسم بين الأب والام حسب رغبتهما, فضلا عن15 أسبوعا اجازة للوضع للأم مما يرفع الإجازة للابوين إلي50 اسبوعا, وتمنح منظمات الاممالمتحدة4 أسابيع مدفوعة الاجر للاب و8 اسابيع لموظفي الاممالمتحدة الذين يعيشون بعيدا عن اسرهم, والامثلة كثيرة لاحصر لها.