استهل المنتخب الوطني الأول لكرة القدم سلسلة مبارياته في بطولة كأس الأمم الافريقية أنجولا(2010) بفوز كبير أمام نظيره النيجيري1/3 في المباراة التي جمعتهما في ستاد أومباكا بمدينة بنجيلا الانجولية. تقدم منتخب نيجيريا بالهدف الأول عن طريق أوماس الظهير الأيمن في الدقيقة الثانية عشرة من بداية المباراة, وادرك عماد متعب هدف التعادل لمصر في الدقيقة ال34 من نفس الشوط.. وفي الشوط الثاني سيطر المنتخب الوطني علي مجريات الأمور ليسجل أحمد حسن في الدقيقة ال54 ثم يضيف محمد ناجي( جدو) الهدف الثالث في الدقيقة ال88 من اللقاء. جرب المنتخب الوطني العديد من الأهداف في هذه المباراة, حيث اعتلي صدارة المجموعة الثالثة وطمأن الجماهير المصرية التي كانت متخوفة علي الفريق نظرا لغياب ابرز اللاعبين نتيجة الاصابة, ولكن اثبت حسن شحاتة وجهازه المعاون انهم يمتلكون البدائل لتحقيق الفوز والدفاع عن اللقب. الفوز علي نيجيريا له مزاق خاص لأنه بعد الفوز الثالث للفراعنة علي النسور, والذي جاء بعد47 عاما كاملة من الانتظار ليكسر الحاجز النفسي عندما نواجه أفضل محترفي العالم.. لأن المنتخب النيجيري يضم لاعبين محترفين يلعبون في أقوي البطولات الأوروبية. تباين أداء المنتخب الوطني خلال شوطي المباراة, حيث خرج الشوط الأول سجالا من حيث الأداء والنتيجة, ولكن تغير الحال في الشوط الثاني وسيطر المنتخب الوطني علي مجريات اللعب ويخرج بعدد كبير من الأهداف وبمعنويات قوية وعالية تساعده علي استكمال مشوار الحفاظ علي اللقب أو علي أقل تقدير الوصول الي المباراة النهائية.. التباين في الأداء خلال شوطي المباراة دليل علي مدي تحكم شحاتة في أدواته, واستطاعته تغيير النتيجة وقلب الهزيمة الي فوز كبير. شوط الفجوة الدفاعية! جاءت بداية الشوط الأول طيبة من جانب لاعبي المنتخب الوطني, حيث لاحت الفرصة الأولي لمحمد زيدان في الدقيقة الخامسة مما اعطي المبادرة الهجومية للمنتخب الوطني وادخل حالة من التفاؤل عند جماهيره, لكن علي عكس سير اللعب ومن الهجمة الأولي لمنتخب النسور النيجيرية يستطع أوبارس إحراز الهدف الأول لفريقه بعد ان راوغ محمود فتح الله وسدد الكرة ببراعة, وعبثا حاول الحضري ادراكها! وربما يكون الهدف هو احدي النقاط السلبية التي عاني منها المنتخب الوطني طوال مشوار تصفيات كأس العالم أو في المباريات الودية.. وتتمثل هذه الفجوة في مستوي فتح الله الفني وسرعة التعامل مع الكرات التي تمر خلف سيد معوض! اعطي الهدف أفضلية نفسية للاعبي نيجيريا وأخذوا المبادرة بالعديد من تناقل الكرة في وسط الملعب في ظل سيطرة إيجابية, وبالفعل لاحت له ثلاث فرص تهديفية كانت كفيلة بزيادة النتيجة في مرمي الحضري. كان دور هاني سعيد في وسط الملعب عليه العديد من علامات الاستفهام, حيث كان دائما يترك موقعه كمدافع ويشارك في صنع الهجمات من الوسط, ويبقي الثلاثي الدفاعي بمفردهم في حالة أن تكون الكرة باستحواذ لاعبينا.. ولكننا لم نلمس تأثيرا للاعب في بدء الهجمات اللهم إلا قليلا عندما هدد مرمي المنافس من خلال تسديدة مرت بجوار القائم الأيمن. المهم.. ان الفجوة الدفاعية من توظيف هاني سعيد كانت النقطة السلبية في اللقاء خلال الشوط الأول في الوقت الذي لعب فيه محمد زيدان واحمد حسن دور صانع الألعاب والأخير مرر ثلاث كرات بينية لمتعب وزيدان, استطاع متعب أن يسجل منها هدف التعادل بمهارة فائقة عندما راوغ حارس المرمي في الدقيقة34. بعد الهدف تراجع اداء المنافس في الانتشار وقلت هجماتهم علي مرمي الحضري, ولكن الملحوظة الاهم علي ادائهم فارق السرعة في الخطوط الجانبية التي كانت تمثل نقطة قوة الفريق وتفوق علي مدافعينا عن طريق كوماسي وتايو وفشل معوض والمحمدي في ايقاف خطورتهما خلال مجريات الشوط الأول الذي حفل بالندية والإثارة وتباينت سرعته في كثير من الفترات. .. وشوط تدارك الأخطاء أدرك حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني الخطأ والفجوة التي حدثت في الشوط الأول نتيجة توظيف هاني سعيد, وعاد اللاعب إلي مكانه الطبيعي في الخط الخلفي, وبدأ الشوط فعليا بعد5 دقائق عندما أنقذ الحضري كرة عرضية كادت تجد من يحولها داخل المرمي. تغييرات حسن شحاتة طوال المباراة جاءت كلها مثمرة, حيث شارك في الشوط الثاني أحمد المحمدي وناجي جدو ومحمد عبدالشافي بدلا من حسام غالي وحسني عبدربه ومحمد زيدان, وعلي الرغم من التحفظات علي خروج صدادات الملعب حسني وغالي, فإن التغييرات أتت ثمارها, حيث قام المحمدي بالضغط علي الجانب الأيمن لنيجيريا, ولو أنه لم يشكل خطورة هجومية, كما أحسن جدو في استغلال الكرات التي أتيحت له حتي استطاع إحراز هدفه الأول الدولي والرسمي مع المنتخب الوطني. عموما تغير أداء المنتخب الوطني عن الشوط الأول, ووضح ذلك من خلال قلة الهجمات للنسور علي مرمي الحضري, واستطاع الدفاع والحارس التعامل مع الكرات القليلة علي مرمانا في الوقت الذي لاحت فيه العديد من الفرص التهديفية لعماد متعب وزيدان وأحمد حسن, علما بأن, الأخير يستحق أن يحصل علي لقب أفضل لاعب في المباراة, لأنه سجل هدف التقدم من تسديدة قوية ارتطمت بدفاعات نيجيريا في ظهر( تايو) لتتحول الكرة داخل الشباك, وهو الهدف الذي أعطي الأفضلية للاعبي المنتخب الوطني, لكن عاب عليهم النقلات الكثيرة في الخط الخلفي التي خلعت القلوب معها في أكثر من مناسبة. ساعد المنتخب علي الأداء الجيد حكم المباراة الذي ظهر هادئا, ولم يشهر الكارت الأصفر إلا مرة وحيدة لنوناري مدافع نيجيريا لعرقلة متعب من الخلف, وبرغم تغييرات نيجيريا بنزول المخضرم نوانكو كانو ونوسوفور, فإن الأداء النيجيري استمر علي الوتيرة البطيئة نفسها, مما أتاح الفرصة أمام جمعة وهاني وفتح الله في الحد من خطورة هجماتهم. لعب المنتخب الوطني علي الهجمات المرتدة في الدقائق العشرين الأخيرة من المباراة, وهي الدقائق التي شهدت ضياع خمسة أهداف محققة من شبه انفرادات كاملة لم يسجل منها اللاعبون إلا هدفا وحيدا عن طريق ناجي جدو الذي أحسن استقبال الكرة الجيدة التي هيأها له سيد معوض في الدقيقة88. وبشكل عام امتلك المنتخب الوطني زمام الأمور في الشوط الثاني وسيطرعلي مجريات اللعب, ووضح فارق اللياقة البدنية والخبرات بين النسور النيجيرية والفراعنة.