في مقاطعة' تيرول الجنوبية' بشمال ايطاليا, يعكف30 ناشطا اسرائيليا من اليهود و عرب48 لدراسة المقاطعة ذات الأغلبية الألمانية و التي تتمتع بحكم ذاتي تحت سيادة ايطاليا. من جانبه اعتبر يانيكي شينجولي رئيس المركز الايطالي للسلام في الشرق الأوسط الذي يستضيف الحدث ومقره مدينة ميلانو بشمال ايطاليا أن معضلة الهوية الثقافية و الاثنية قد وحدت خبرة تلك الأقليتين العربية في اسرائيل و الألمانية في ايطاليا. وتنصب دراسة الناشطين الذين يعملون في عدد من منظمات المجتمع المدني الاسرائيلية المعنية بمسألة التعايش العربي اليهودي في اسرائيل, علي بحث علاقة مقاطعة' تيرول الجنوبية' بالدولة الايطالية من الناحية التاريخية و السياسية و الاجتماعية. وأوضح شينجولي أن الأقلية الألمانية التي تعيش في شمال ايطاليا بجوار الحدود النمساوية تتمتع بنفس حقوق المواطنين الايطاليين بالاضافة الي حزمة حقوق اضافية لحماية هويتهم الثقافية و ذلك بمقتضي المادة ال6 من الدستور الايطالي. وتضم تلك الحزمة من الحقوق الاضافية الاستقلال المالي, واعتبار اللغة الألمانية لغة رسمية الي جانب اللغة الايطالية, ادارة الخدمات العامة وادارة المدارس. ويتسع الشبه_ كما يقول شينجولي_ بين عرب48 والأقلية الألمانية المقصودة في مجاورة دولة وطنية تحمل ذات الهوية الثقافية و الاثنية لتلك الأقلية, في الحالة الأولي هي فلسطين و في الثانية النمسا. و يري شينجولي أن المخرج الوحيد أمام اسرائيل للحفاظ علي هويتها اليهودية هي بالاعتراف بالأقلية العربية وحماية حقوقها فضلا عن المضي قدما في عملية السلام من أجل اعلان دولة فلسطين. ويضرب شينجولي المثل بولاء يهود الشتات الي أوطانهم الأصلية مع التطلع الي طموحهم القومي من خلال اسرائيل بالوضع الذي من المفترض أن يكون عليه ولاء عرب48 لفلسطين و انتمائهم لاسرائيل في الوقت ذاته علي حد وصفه.