واشنطن: عزت إبراهيم موجة الحر غير المسبوقة في سائر أنحاء الولاياتالمتحدة دفعت الناس إلي التفكير في أشياء جديدة لم يعتادوها من قبل من أطرفها: كيف يمكن أن تحضر وجبات طازجة في المنزل وتحتفظ بأجواء المطبخ باردة؟! فقد إرتفع مؤشر حرارة الجو في ولايات الشمال الشرقي فوق مستوي ال100 فهرنهايت( فوق مستوي35 درجة مئوية) للمرة الأولي منذ عقود ليصيب الرأي العام بالذعر من تقلبات الجو بعد شتاء بالغ القسوة وكميات من الجليد غير مسبوقة أدت إلي تعطل العمل في واشنطن ونيويورك لمدة تزيد علي أسبوعين في مطلع العام الحالي. وتشير دراسات جديدة إلي أن موجة الحر التي تضرب أمريكا بعنف مرشحة للإستمرار وتقول جامعة ستافورد في أحدث دراسة أن الشعب الأمريكي عليه التعايش مع موجات إرتفاع الحرارة في السنوات الثلاثين المقبلة وان الحر سوف يشتد عن اليوم بكثير بحلول عام2039 بما يشكله ذلك من خطر بال علي قطاعات حيوية مثل الزراعة والصحة البشرية. وتؤثر درجات الحرارة علي محاصيل مهمة مثل الذرة والفول الصويا والقطن والعنب ويتسبب في إنخفاض الحصاد. وتأتي الدراسة عقب تقرير وكالة ناسا مؤخرا, الذي خلص إلي أن العقد السابق, من يناير2000 حتي ديسمبر2009, كان الاكثر دفئا علي الاطلاق. ويقوم سيناريو ستانفورد علي فرضية ما يمكن أن يحدث في الولاياتالمتحدة إذا زادت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من درجة حرارة الأرض بمقدار1.8 درجة فهرنهايت( درجة مئوية واحدة) بين عامي2010 و2039- وهو السيناريو المحتمل, وفقا للفريق الدولي المعني بتغير المناخ. في هذا السيناريو, فإن متوسط درجة الحرارة العالمية في فترة30 عاما سوف يرتفع بنحو3.6 درجة فهرنهايت(2 درجة مئوية) مقارنة بعصر ما قبل الصناعة من.1850 وفي مواجهة ذلك, وافقت الولاياتالمتحدة وأكثر من100 بلد آخر علي النظر في اتخاذ إجراءات للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وذلك لاحتواء ارتفاع درجات الحرارة العالمية اقل من2 درجة مئوية. لكن فريق من العلماء يشكك في الوصول إلي هذا الهدف لتجنب تغير المناخ الخطر, وأشاروا إلي أن الملايين من الأمريكيين يمكن أن يعانوا من تكرار موجات إرتفاع الحرارة القصوي قبل عام.2039 وتقول دراسة ستانفورد إن جهود الحد من إرتفاع الحرارة علي المستوي العالمي في مستوي درجتين مئويتين قد لا يكون كافيا لتجنب الزيادات الخطيرة في موجات الحر. بالإضافة إلي الإضرار بصحة الإنسان والزراعة, فإن الظروف الجافة يمكن أن تؤدي إلي مزيد من الجفاف وحرائق الغابات في المستقبل القريب, والعديد من التأثيرات الناجمة عن تغير المناخ يمكن أن تحدث في غضون العقدين القادمين. راح ضحية موجة الحر الحالية- المصحوبة بمستوي لا يطاق من الرطوبة- عشرات الأشخاص في غالبية الولاياتالأمريكية ويبدو أن الأمريكيين عليهم التعود علي تطرف المناخ من اليوم فصاعدا!