لم يكن الصحفي والمراسل الهولندي انطون ويتكامب يتخيل انه عندما فكر في اقامة بطولة اوروبية ثالثة, انه وصحيفته دي تلجيراف سيدخلان التاريخ من اوسع ابوابه. بعدما نجحا في تقديم بطولة للعالم اجمع وليس لاوروبا فحسب.. فانطون ويتكامب والصحيفة الهولندية يرجع لهما الفضل في اقامة اول بطولة كأس سوبر في التاريخ, عندما فكر ويتكامب في عام1927 في اقامة بطولة قارية جديدة الي جانب البطولتين الأخريين بطولة كأس اوروبا وبطولة كاس الاتحاد الاوروبي بهدف الاستفادة من سيطرة الفرق الهولندية علي الكرة في اوروبا في حقبة السبعينيات وتحديد هوية أفضل فريق في اوروبا وحسم الجدل الدائر وقتها حول الفريق الافضل, أهو أياكس أم فينوورد الهولنديان, كما تهدف توفير اختبار جديد للنجم الذهبي يوهان كرويف قائد منتخب هولندا ليثبت من خلاله تفوق الكرة الهولندية ولاعبيها في الملاعب الاوروبية. وعندما حاول ويتكامب الحصول علي اقرار الاتحاد الاوروبي واعترافه بفكرته, اصطدم برفض الاتحاد الشديد, فما كان من انطون ويتكامب الا ان اقام اول بطولة لكأس السوبر عام1927 بين فريقي اياكس الهولندي ورينجرز الاسكتلندي, في بطولة قامت برعايتها ماليا وصحيفة دي تليجراف, وقد فاز الفريق الهولندي بنتيجة3/6 في مجموع المباراتين, لكن النتيجة لم تحظ باعتراف الاتحاد الاوروبي الرسمي لها, لوجود عقوبات علي الفريق الاسكتلندي بسبب سلوك جماهيره في المباراة النهائية لكأس الاتحاد الاوروبي عندما نزلت الي ارض الملعب للاحتفال بتقدم فريقها علي فريق دينامو موسكو قبل انتهاء الوقت الاصلي للمباراة. لكن البطولة التي لم تحظ باعتراف الاتحاد الاوروبي في البداية نالت حقها وسط البطولات المعترف بها, عندما اقيمت مباراة السوبر الاوروبي بين فريقي ميلان الايطالي واياكس الهولندي, وهذه المرة فاز اياكس بالكاس بشكل رسمي بعدما فاز بمجموع مباراتي الذهاب والعودة1/6, ليصبح اول فريق في التاريخ يفوز بكأس السوبر. وعلي الرغم من ان انطون ويتكامب وصحيفته عندما فكرا في اقامة بطولة السوبر, كان هدفهما تكريس الافضلية الهولندية علي الكرة في حقبة السبعينيات, الا ان البطولة تحولت سريعا الي هدف للشركات الراعية التي تسابقت علي خطب ود الاتحاد الاوروبي كي تضع علاماتها التجارية في الملاعب التي تقام بها كأس السوبر, بعدما نجحت هذه البطولة عاما بعد عام في جذب اعداد متزايدة من المشاهدين حول العالم, لدرجة ان البطولة الاولي التي سيطرت عليها أفكار الهواة, تطورت وصارت جوائزها المالية بالملايين, حيث يحصل الفائز بلقب كأس السوبر الاوروبي علي5.2 مليون يورو و30 ميدالية ذهبية, بينما يحصل الخاسر علي مليوني يورو30 ميدالية فضية, وبهذا تكون كأس السوبر الاوروبية هي الاغلي علي مستوي العالم.. كما اصبحت البطولة شرفا تسعي كل الاندية وراءه لتزيين خزائن بطولاتها بكأسها, حتي ان فريقا مثل ميلان الايطالي يحمل الرقم القياسي للفوز بكأس السوبر الأوروبي بعدما نال اللقب خمس مرات منذ انطلاق المسابقة. وبعد مرور سنوات معدودة, انتشرت فكرة اقامة مباريات للسوبر في مختلف القارات, ومنها انتقلت لتقام بطولات سوبر محلية.. فالفكرة كانت واحدة, وهي اقامة بطولة من مباراة واحدة او مباراتي ذهاب وعودة بين بطلي بطولة الدوري والكأس, حتي لم يعد هناك بلد لا تقام به بطولة للسوبر في قبل انطلاق كل موسم, كما لم تقتصر الفكرة علي كرة القدم وحدها, بل انتقلت عدوي السوبر الي اللعبات الاخري, وكل هذا الزخم والشغف بمباريات السوبر وبطولاتها, يرجع الي حب صحفي هولندي لفرق بلاده ورغبته في اثبات تفوقها علي الآخرين. اما علي الصعيد المحلي, فلم تعرف فكرة اقامة مباراة للسوبر المصري قبل انطلاق موسم2002/2001, عندما تقرر اقامة هذه البطولة بين بطل الدوري وهو الزمالك, وبطل الكأس وهو الاهلي, الا ان الامر اقتصر في النهاية علي اقامة المباراة بين الزمالك وغزل المحلة وصيف بطولة الكأس بعد اعتذار الاهلي عن عدم لعب المباراة, وكانت النتيجة هي فوز الزمالك باللقب بعد اغلبه علي المحلة1/2 في مباراة امتدت لوقت اضافي, بعد انتهاء الوقت الاصلي بالتعادل1/1 بهدفي حازم امام ومحمد العتراوي, الا ان حسام حسن حسم الموقف للابيض في الوقت الاضافي, ليدخل الزمالك التاريخ كأول فريق يحرز كأس السوبر المصرية. واذا كانت كأس السوبر هي كأس وليدة تكمل غدا عامها العاشر فحسب, الا انه يعود لهذه البطولة الفضل في ادخال مفهوم ان الفائز يجب ان يحصل علي عائد مادي, بمعني أن المصريين بدأوا يدركون الابعاد الاقتصادية للعبة بعد اقرار مبدأ الجوائز المالية, فالفائز اصبح يحصل علي مبلغ150 الف جنيه والخاسر يحصل علي100 الف جنيه. وقد عرفت بطولة السوبر اعتذارات اخري غير الاعتذار الاول للاهلي, حيث اعتذر الاهلي ثاني الدوري مرة اخري عن عدم خوض البطولة الثانية, وتبعه اعتذار من المحلة رابع الدوري, ليلعب المقاولون خامس الدوري مع الزمالك الذي حسم البطولة لمصلحته.. الا ان اول مواجهة بين الاهلي والزمالك كانت في البطولة الثالثة, حيث لم يتمكن اي منهما في التغلب علي الاخر في الوقتين الاصلي والاضافي, ليتم اللجوء الي ضربات الترجيح التي حسمها الاهلي لمصلحته1/3, بعد ماراثون لم ينجح فيه من لاعبي الزمالك في التسجيل سوي سامح يوسف. البطولة الرابعة عام2004 شهدت قمة الغرائب, حيث استطاع فريق المقاولون العرب احراز كأس السوبر بعد فوزه علي الزمالك2/4, ليصبح المقاولون العرب الفريق الوحيد الذي يحرز لقب البطولة وهو يلعب في دوري المظاليم. اما البطولة الخامسة, فقد شهدت عودة الاهلي لمنصة تتويج السوبر.. ففي عام2005 التقي الاهلي مع انبي بطل الكأس وفاز الاهلي بهدف مقابل لاشئ, وتكرر السيناريو في العام التالي مباشرة, عندما التقي الفريقان مرة اخري ليفوز الاهلي بصعوة بالغة بهدف وحيد ايضا. اما البطولة السابعة فقد شهدت اول اقتراب للاسماعيلي من احراز اللقب عندما واجه الاهلي ليتعادلا1/1 في الوقت الاصلي, ويتم الاحتكام الي ضربات الجزاء التي حسمها الاهلي3/5 ليحرز لقب السوبر الرابع في تاريخه, قبل ان يعود المارد الاحمر الي البطولات السوبر من جديد في البطولة الثامنة ليفوز علي الزمالك بهدفين محرزا لقبه الخامس, لكن حرس الحدود كسر احتكار الاهلي لبطولات السوبر عندما تغلب عليه في البطولة التاسعة بهدفين مقابل لا شئ.. واذا ما تمكن الاهلي من الفوز بلقب البطولة العاشرة, فإنه سيضيف لقبا سادسا الي القابه الخمسة, بينما لو فاز الحرس فإنه لن يضيف بطولة جديدة الي القابه المعدودة, ولن يكون قد نجح في الاحتفاظ بلقبه فقط, بل سيكون قد كرس تفوقه علي الاهلي في الفترة الاخيرة, وهي النغمة التي بدأت تنتشر بين جماهير الكرة حاليا.