ازداد الوعي العام بمرض الشيخوخة المعروف بالزهايمر حتي اصبح هناك نوع من الفوبيا او الخوف من حدوثه حتي بين صغار السن وذلك لارتباطه في الاذهان بحالة النسيان وعدم التركيز التي ازدادت الشكوي منها والتي يرجع سببها الي ارتفاع معدلات التوتر والانفعالات والتلوث البيئي والانشغال الدائم بهموم الحياة ومسئولياتها, وكذلك حالات الاكتئاب وهبوط المعنويات التي يمكن ملاحظة اعراضها حتي بين الشباب. فهناك فرق واضح بين ضعف ذاكرة مريض الزهايمر المسن, حيث يكون اكثر نسيانا للأحداث القريبة بينما قد لاتتأثر الاحداث البعيدة به, حيث يصاحب ذلك عدم القدرة علي الاستيعاب او التعبير الدقيق عن الاحتياجات, وكذلك بعض اعراض اضطرابات السلوك في صورة ارتباك وتوتر وخوف وربما هياج حركي وعدم ضبط الانفعالات بين الفرح المفاجئ والحزن الشديد وردود الافعال العنيفة وربما المفاجئة التي لاتتناسب مع المواقف وعدم الاهتمام بالمظهر العام وعدم القدرة علي اداء بعض الواجبات والاعمال الشخصية البسيطة في الحياة اليومية الي جانب اضطرابات النمو, ربما تنتاب المريض بعض المضاعفات في اضطرابات الفكر علي شكل ضلالات واوهام فكرية او هلاوس سمعية او بصرية فقد يتعامل المريض المسن مع الاحياء علي انهم اموات وربما العكس كذلك فينادي علي اشخاص واقارب غير موجودين علي قيد الحياة. وعلاج الزهايمر متعدد الجوانب, حيث الدواء والعلاج النفسي والتأهيل الاجتماعي والرعاية الشخصية الدقيقة. وهدف العلاج هو عدم تدهور الحالة ومحاولة مساعدة المريض علي ان يخدم نفسه بنفسه في ابسط امور حياته. وأهم جانب علاجي هو مواساة المريض بالرعاية الأسرية وضمان وجوده وسط الأهل والاقارب والعمل علي توفير شبكة اجتماعية غنية حوله, لأن ذلك يساعد علي تغذية خلاياه العصبية بالمخ وعلي التنبيه الدائم للموصلات العصبية وعلي احساسه الدائم بالدفء العاطفي وبالاستقرار والامان الاجتماعي. د. يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة