حوار: وليد عبد اللطيف علي الرغم من مرور اكثر من عام ونصف العام علي تولي هادي فهمي رئاسة اتحاد مرة اليد, الا ان اللعبة لم تستعد بريقها بعد, كما لم يسجل المنتخب الاول الحضور المتوقع خاصة بعد فشله في الفوز بالبطولة الافريقية التي اقيمت بالقاهرة. إفي الوقت الذي تنتظر فيه الفريق مواجهات غاية في الصعوبة خلال مشاركته في بطولة العالم بالسويد مطلع العالم المقبل, وهي البطولة التي يمكن ان تكون البوابة التي يعود منها الفريق المصري الي مزاحمة الكبار من جديد. لذا فان الحوار مع فهمي رئيس الاتحاد له اهمية خاصة, لانه الرجل الذي يحمل في جعبته اسرار التراجع وملامح خريطة الطريق نحو استعادة المجد المفقود. ما هو تقييمك لاداء الاتحاد في العام والنصف التي مرت علي وجوده؟ يمكن القول ان الاتحاد نجح في مهمته بنسبة80%, لكنني لا أخفي انني كنت أتمني ان تمر هذه الفترة دون ان تكون هناك بعض الظواهر السلبية, ومنها حدوث بعض الخلافات بين الاعضاء ووصولها الي الاعلام, كما انني لم أقم بتصفية اية حسابات مع رجال المجلس القديم وفتحت صفحة جديدة مع الجميع.. وعلي صعيد العمل داخل الاتحاد تم تفعيل دور اللجان وتقوية دورها مع إسنادها لاصحاب الخبرة وليس لاصحاب الولاء. ايضا هناك مراجعة شاملة لكل المعوقات التي تعطل كرة اليد في مصر, فتم الغاء قرار الاعتزال بعد سن ال30, لان هذا القرار حرم مصر من لاعبين متميزين وحكم علي اجيال باكملها بالاعدام, اما علي صعيد حل مشاكل الحكام فقد نجحنا في انهاء اغلب مشاكلهم, وحصلوا علي جزء كبير من مستحقاتهم, كما نجحنا في ابرام عقود لتوفير ملابس رياضية للحكام لائقة.. اما المنتخبات فقد أبرمنا عقودا لرعايتها تبلغ قيمتها الاجمالية نحو خمسة ملايين جنيه, اضافة للحصول علي ملابس للمنتخبات المختلفة دون ارهاق ميزانية الاتحاد. وعلي صعيد الاوضاع المالية للاتحاد, فإننا نعترف بان الاتحاد لم يحقق اية ارباح في بطولة العالم بل خسر الاتحاد2.25 مليون جنيه, بسبب اصرار الاتحاد الدولي علي عدم منح الدولة المضيفة حقوق البث, أوحقوق الاعلان, ولاحتي يمنح دعما للدولة المنظمة, وبالتالي فان الخسارة مؤكدة.. لكننا تعلمنا من هذا الدرس سريعا, ففي بطولة افريقيا الاخيرة قمنا بشراء حقوق البث من الاتحاد الافريقي, ثم اعدنا بيع بث المباريات لنحقق عائدا يقدر بمليوني جنيه عوضنا بها خسارتنا السابقة, اضافة لتحقيق عائدات اخري من الاعلانات بلغت نحو اربعة ملايين جنيه. لكن الصورة لاتبدو وردية الي هذه الدرجة, خاصة ان هناك اقاويل دائما تتردد عن خلافات بين اعضاء المجلس. هذه حقيقة اعترف بها, وسببها ان هناك بعض الاعضاء لديهم قدر كبير من الحماس والنوايا الحسنة, ويريدون تغيير كل الامور دفعة واحدة وهذا غير ممكن, وفي المقابل هناك من يتلقف أي مناقشات تدور داخل غرفة الاجتماعات ويصورها علي انها خلافات, ومن جانبها تقوم بعض الصحف بنقل جزء من الصورة فيبدو الاتحاد منقسما علي نفسه. ماذا تقول بعد قرار الاتحاد الدولي بتثبيت عقوبة ايقاف طارق الدروي؟ الحقيقة ان الاتحاد لم يقصر في دعم موقف الدروي لقناعتنا التامة بانه لم يخطئ, وطالبنا الاتحاد الافريقي برفع العقوبة ولما لم نجد استجابة طالبنا بالتحقيق معه لسماع وجهة نظره لان توقيع العقوبة تم دون تحقيق, ولما لم نجد استجابة رفعنا الامر للاتحاد الدولي, وعلمنا ان الموضوع تم طرحه امام الدكتور حسن مصطفي رئيس الاتحاد الدولي علي هامش بطولة القارات بقطر, الا أننا للاسف فوجئنا بقرار تثبيت العقوبة بدلا من رفعها, مما يشير الي ان النية كانت مبيتة ضد الدروي!!. بعيدا عن احوال الاتحاد, كيف تري مستقبل كرة اليد؟ لدينا تفاؤل كبير للغاية في ان كرة اليد ستعود الي مكانتها وستسترد عافيتها, وهذا التفاؤل مدعم بالحقائق, فمثلا منتخب الشباب حصل علي المركز الرابع في بطولة العالم, وهذا الفريق هو عماد المنتخب الاول, وبالتالي فان المؤشرات تؤكد ان هناك تقدما وان القاعدة العريضة سليمة وان اعداد اللاعبين يتم باسلوب صحيح.. اما منتخب مواليد1992 فهو فريق رائع نجح في انهاء بطولة افريقيا دون اي هزيمة, وسيشارك في اوليمبياد سنغافورة وأعد بحصولهم علي ميدالية. اما الفريق الاول فتخضع صفوفه حاليا لتجديد شامل وحقيقي, هدفه اعادة بناء الفريق وتدعيمه بعناصر من منتخبي الشباب والناشئين ليعود الي المنافسة العالمية من جديد, وسترون قريبا منتخبا جديدا تماما قادر علي مناطحة ابطال اللعبة في العالم.. وللتذكرة فقط فقد تراجع ترتيب المنتخب الي المركز ال17 عالميا, لكن هناك خطة ليعود الفريق تدريجيا الي سابق عهده, وأعد بأن يحتل الفريق المصري أحد المراكز من التاسع الي الثاني عشر في بطولة العالم المقبلة مهما كانت صعوبة المنافسة. هل كانت عملية الاحلال والتجديد ضرورية؟ بكل تأكيد لان القياسات التي تم عملها للاعبين علي يد خبراء من المانيا كشفت عن كارثة مفجعة, فهناك بعض اللاعبين فقدوا لياقتهم البدنية, ومنهم من لايستطيع ان يعدو أكثر من كيلومترين علي الرغم من ان المتوسط العادي للاعب كرة اليد هو العدو لثمانية كيلومترات في المباراة الواحدة!!. اذا كان الاتحاد لديه فائض مالي كبير, فلماذا لم يتم الاستعانة بمدرب عالمي من الصف الاول لتدريب المنتخب؟. لان كل المدربين العالميين مرتبطون بمنتخبات اخري, والتعاقد مع لوميل لم يكن سببه انه مدرب جيد للغاية, وهو يعمل16 ساعة يوميا, لكن الاهم هو أن الاتحاد حرص علي وضع خطة محكمة لاعداده لبطولة العالم في يناير تتضمن خوض العديد من المباريات الدولية بدايتها بطولة فرنسا الدولية التي تعد بداية لسيل من المباريات تصل ذروتها في شهري اكتوبر ونوفمبر, مع الاهتمام بالمسابقات المحلية وتقويتها باعتبارها افضل اعداد للمنتخب. كما ان لوميل لديه الافضلية علي كل المدربين الآخرين لانه يعرف مشاكل كرة اليد المصرية, وقد رفع بها تقريرا للاتحاد وحدد فيها ثلاث مشاكل اساسية هي ضعف اللياقة البدنية, وضعف الدفاع, وعدم قدرة اللاعب المصري علي شن الهجوم الخاطف الذي يشكل50% من الاهداف السهلة, وبالتالي فان لوميل الافضل حاليا لانه الأقدر علي علاج هذه السلبيات. بماذا تفسر عدم قدرة كرة اليد علي اقتناص لقب اللعبة الشعبية الثانية علي الرغم من تراجع اللعبات الاخري؟ كرة اليد في طريقها لاحتلال هذه المكانة من خلال استضافة البطولات, ثم اذاعة المباريات بكثافة وهو ما سيزيد الاهتمام بها.. لكن الحقيقة ان اللعبة تراجعت لاربع سنوات بسبب العديد من الاخطاء التي لم يعرف الرأي العام عنها شيئا بسبب الآلة الاعلامية التي غطت أخطاء تلك الفترة. أنت دائما في واجهة الاتحاد.. فهل هذا مؤشر علي بداية حقبة جديدة من الدكتاتورية؟ هذا الاتهام غير صحيح, والحقيقة التي يعرفها الجميع هي ان الاتحاد كان يدار في السابق' بالريموت كنترول', اما الآن فهناك اسلوب عمل ومنهج واضح يحكم الجميع, والدليل ان لجنة الفرق الوطنية اختارت الجهاز المعاون للوميل فيما كان لي اختيار آخر, لكن في النهاية نزلت علي رأي اللجنة ووافقت عليه.. والخلاصة ان الاستقرار الذي ينعم به اتحاد اليد حاليا سببه العمل المؤسسي الذي يعتمد علي تطبيق اللوائح والانظمة لاعلي حكم الفرد, والعودة للاسلوب القديم مستحيلة.