للمصريين إنجازات مشرفة في مجالات العلوم المختلفة, وبالتحديد في مجالات العلوم الرياضية بفروعها المتعدد, ففي مصر القديمة, تسجلت أعمال المصريين في العديد من الوثائق. التي أخذت اشكالا مختلفة من ورق بردي الي لفائف جلدية الي ألواح خشبية, وأهم ست قطع سجلت فيها اعمالهم والتي صارت فيما بعد موضع اهتمام علماء العالم كله, هي: لفائف جلدية تبلغ أبعادها10 بوصات في17 بوصة, سجل عليها طالب ناسخ غير معروف اسمه في نحو عام1800 قبل الميلاد, وتم العثور عليها مع مخطوطة اخري من الورق البردي بمنطقة الرمسيوم بطيبة في عام1855, وقد اهتم بشرائها رجل القانون هنري رايند(1833 1863) الانجليزي والذي اهتم بعد ذلك بدراسة علم الاثار, وفي عام1864 تم اهداء اللفافة الجلدية للمتحف البريطاني بلندن. والثانية بردية رايند والمعروفة باسم ناسخها احمس ويعود تاريخها الي عام1650 قبل الميلاد والثالثة بردية موسكو والمعروفة باسم عالم المصريات الروسي فلاديمير جولنيشف(19471856) وهي محفوظة حاليا بمتحف الفنون بموسكو والرابعة بردية ريسنر, والتي عثر عليها في عام1904 جورج ريستر(1867 1942) والتي يعود تاريخها الي عام1800 قبل الميلاد, والخامسة بردية كاهون والتي عثر عليها عالم المصريات فلندرز بتري في عام1889 بمدينة اللاهون( دولة وسطي), ومن هنا تم اطلاق اسم كاهون عليها, وهي محفوظة في جامعة لندن والسادسة اللوحة الخشبية التي تحمل اسم اخميم ويعود تاريخها الي سنة2000 قبل الميلاد, وهي محفوظة حاليا بالمتحف المصري بالقاهرة, وأول من اهتم بدراستها عام1906 العالم جورج اميل دارسي(1864 1938). جميع هذه الوثائق متخصصة في احد علوم نظرية الاعداد وهي الكسور المصرية تم اطلاق هذا الاسم علي نوع معين, من الكسور الرقمية التي فيها بسط الرقم عبارة عن الواحد بينما مقام الرقم اي عدد صحيح. نبغ المصريون القدماء في هذا النوع من الكسور الرقمية لعدة اسباب من اهمها ضمان عدالة توزيع الخبز والمحاصيل وغيرها من الاشياء المادية, وأيضا كان من السهل كتابة هذا النوع من الارقام الكسرية, كذلك يمكن بسهولة مقارنة الارقام الكسرية المختلفة, حدث في عام1967 مع ظهور جهاز الحاسب السريع في ذلك الوقت أن قامت مجموعة من العلماء باستخدام جهاز الحاسب هذا للتأكد من صحة ماسجله الناسخ احمس في برديته, وحدث بعد مرور خمس ساعات متواصلة من الحسابات المكثقة. وبعد إجراء نحو22 الفا و295 عملية تحليل مختلفة, لم يستطع جهاز الحاسب السريع ان يتوصل الي رقم اكبر من101, بالإضافة الي ان كل ماسجله أحمس كان دقيقا جدا, كل هذا تم بعد مرور أكثر من4000 سنة من تسجيل أحمس لحساباته الرياضية. الحديث يطول عن الانجازات المصرية, لكن ما أود ان ابدي رأيا فيه, هو اهمية ربط دراسة العلوم المختلفة, بالتاريخ, الذي في حد ذاته المدخل الرئيسي لفهم العديد من العلوم المختلفة, وحاليا تقوم كلية الاثار جامعة القاهرة منذ عدة سنوات بتنظيم مؤتمر دولي في الاسهامات المصرية في مختلف العلوم والفنون والآداب, وفيه يجتمع علماء من تخصصات مختلفة ويقدمون بحوثهم في الإبداعات المصرية المختلفة علي مر العصور.