تفاءلت خيرا بتوقيع بروتوكول للتعاون بين مؤسسة الأهرام والشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي في مجال إنتاج أعمال درامية وبرامج فنية والقيام بتسويقها إعلاميا. وأتطلع إلي أن يكون لهذا التعاون انعكاسات إيجابية علي الفن التليفزيوني والسينمائي والبرامجي بصفة عامة, وكان من مقدمات هذا التفاؤل أن باكورة هذا التعاون يتمثل في الشروع في إنتاج مسلسل عن قصة حياة الاقتصادي المصري الكبير محمد طلعت حرب, وفي مرحلة تراجع فيها دور الدولة في إنتاج الأعمال الفنية الكبيرة التي ترتقي بالذوق العام, والذي كانت تقوم به المؤسسة العامة للسينما, فإن مؤسسة الأهرام بما لها من ذراع إعلامية وإعلانية ذائعة الصيت والانتشار تدعمها ذراع اقتصادية راسخة, تستطيع من خلال هذا التعاون أن تعيد إحياء هذا الدور, بإنتاج أعمال جادة ذات رسالة تهدف إلي إعادة الثقة في دور الإنسان المصري, ومابثه في محيطه الإقليمي من تأثير ثقافي وفني وحضاري, وهي العناصر التي تشكل قوتنا الناعمة وزيادة الوعي بقدرتنا علي استخدام القوة الخشنة عند اللزوم, في وقت مازلنا نواجه فيه مؤامرات ممن يتربص بنا علي حدودنا الشرقية وتهديدات أخري لمواردنا المالية وفي هذا السياق يحدوني الأمل في أن تتبني مؤسسة الأهرام من خلال هذا البروتوكول تحقيق الحلم الذي طال انتظاره لأكثر من ثلاثة عقود, بإنتاج فيلم عالمي عن حرب أكتوبر يليق بها, تلك الملحمة البطولية التي تمثل أهم إنجاز مصري وعربي في العصر الحديث, بحيث يتوافر لهذا الفيلم كل عناصر النجاح إنتاجيا وفنيا وتسويقيا.في ثلاثينيات القرن الماضي زار الرئيس الأمريكي روزفلت استوديوهات هوليود وقال لصناعها: إذا أردتم لأمريكا الرفعة والمجد, فاهتموا بالفيلم الأمريكي, وقد كان وأصبح الفيلم الأمريكي سفيرا فوق العادة لأمريكا إلي العالم كله, فالفن بصفة عامة والفن السينمائي والتليفزيوني بصفة خاصة سلاح جماهيري خطير, وأداة طيعة لبث الأفكار في وجدان وضمائر الشعوب. خالد الأصور باحث بالهيئة العامة للاستعلامات