كلام وتراشق معيب وحديث منفلت ذلك الذي تفوه به في الساعات الماضية السيد محسن بلال وزير الإعلام السوري عندما فاجأنا أنه لم يرد أن تطأ قدماه أرض مصر, وحضور اجتماعات وزراء الإعلام العرب الأسبوع الماضي بمقر الجامعة العربية احتجاجا وتحفظا علي مواقف وسياسات مصر لأنها لم تعد مصر التي يعرفها الجميع. وذلك بعد أن تخلت عن مواقفها العربية, وباعدت بينها وبين أشقائها العرب, حيث لم تعد سياساتها, كما كانت في السابق فضلا عن استضافتها سمير جعجع ورفاقه من فريق المعارضة اللبنانية ضد سوريا علي أرض مصر أخيرا. هذا الكلام الذي لا يعكس موقف السيد بلال وحده, بل موقف حكومته وقادته في دمشق أولا يستحق الوقفة والرد الرصين بدلا من لغة التجاذبات والتراشقات الإعلامية والسياسية التي احترفتها دمشق ضد مصر, منذ معارك حزب الله مع إسرائيل يوليو عام2006 مرورا بأيام حرب غزة أوائل العام الماضي, وانتهاء بالتدخلات والدس والتحريض لدي قادة حماس في دمشق للزج والدفع بهم بعيدا عن توقيع اتفاق الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية في القاهرة. ناهيك عن الغمز واللمز ضد مصر واعطاء الضوء الأخضر لجنرالات حماس, وغيرهم لتوجيه الشتائم والسباب والقدح, والذم طيلة الوقت للنيل من مصر والدور المصري فضلا عن السعي للوقيعة بين مصر, والعديد من الدول العربية طبقا لأجندة إيرانية رسمها كبير الشتامين وصاحب ادبيات التحريض والحرب, وإشعال الحرائق أحمدي نجاد في طهران, وبدورنا نتساءل: من هي الدولة العربية التي راحت تتآمر ضد أشقائها العرب, وتصطف بقرارها وأجندتها المريبة مع الحليف الإيراني ضد المصالح القومية العربية التي كانت بالأمس القريب الامثولة التي تتغني بها دمشق ليل نهار. ومن هي الدولة العربية التي فرطت في المصالح القومية للأمة, ونامت في فراش واحد مع الفرس والصفويين ضد المصلحة المصرية والخليجية بحجة البحث عن تحالف استراتيجي, وإقامة تكتلات وتحالفات إقليمية بعيدا عن الصف والمصالح والحقوق العربية. فياسيد بلال ما هكذا تورد الإبل وما هكذا توجه الطعنات إلي مصر, فالتراشق والتجاذبات ولغة التخوين والشتم لا تبني الأوطان, ولا تقيم علاقات الأخوة العربية ولا تحافظ علي الحد الأدني من التضامن العربي لذا وجب الاعتذار اليوم قبل الغد.