بعد أسابيع من مقاطعة الصحفيين التقي الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم بمحرري التعليم بعد وساطة من نقيب الصحفيين الكاتب الكبير الأستاذ مكرم محمد أحمد!! والحقيقة أن سيناريو ما جري يكشف بوضوح عن النظرة الخاطئة للعلاقة بين المسئول والصحفي. وقد يكون من الإنصاف أن أترك المجال للزميلة الكاتبة إيمان رسلان برصيدها المحترم في متابعة قضايا وشئون التعليم والتي شاركت في لقاء الوزير. تقول الزميلة في رؤيتها لما جري أود أن أشارك القراء والمتخصصين باعتباري شاهد عيان ومشارك أيضا في لقاء الوزير لأن ما حدث فيه وقبله يستحق وقفة تأمل' خاصة' لما لها من دلالات أراها تفسر ما يحدث علي الساحة التعليمية الآن, والعنوان يفسر وقائع اللقاء الذي سادته مشاعر متضاربة وأن اتفق الجميع علي أنها مشاعر غلفها الإحباط, لأن ما حدث هو' شخصنة التعليم' حيث حضر الوزير وغاب التعليم. ويؤكد ذلك الوقائع التي انقسمت إلي مرحلتين الأولي بمكتب نقيب الصحفيين الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد وبحضور حشد كبير للغاية من موظفي ومسئولي وزارة التعليم وعلي رأسهم الوزير وعدد من رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير بعض الصحف وغالبية الصحفيين المكلفين بتغطية أخبار الوزارة وذلك لبحث مطالب محددة يطالب بها هؤلاء الصحفيون وعلي رأسها مطلب بسيط هو الحصول علي المعلومات بدون قيود أو منع أو رفض أو ضغوط وتهديدات!!!! وأنتهي اللقاء الأول بمساندة أكثر من رائعة من جميع الصحفيين المشاركين وعلي رأسهم النقيب الذي ذاد عن هذه المطالب بأكثر مما كنا نتوقع ونأمل, ولكن المفاجأة الكبري حدثت عند الانتقال إلي اللقاء المفتوح والموسع مع كل الصحفيين وجميع الفضائيات حيث أعلن الوزير أنه لا يوجد خلاف مع الصحافة والصحفيين وأن ذلك مجرد إشاعة!!! وكرر الكلمة عدة مرات وعندما تأملت الكلمة لم أجد لها أي تفسير سوي أن كل القضايا متعلقة فقط برؤية الوزير للأفراد أولا ثم للأحداث ثانية. فالوزير يراها شائعة بالفعل لأن الوزير يري وعذرا في ذلك أن الصحفيين خاصة محرري الوزارة يدخلون في زمرة الموظفين التابعين لها وله, وبالتالي فعليهم انتظار ما تجود به الوزارة من أخبار وفاكسات والتي لم تخرج طوال الفترة الماضية عن ضرب شتم زبالة عاقب نقل فصل ورفد منع وبالتالي كانت دهشة الوزير من محاولة الصحفيين المطالبة بأي معلومة أو رقم أو إحصائية فما بالك إذا عرضت وجهة نظر؟ وهو الأمر الذي تطور إلي تقديم شكاوي إلي نقابة الصحفيين للتدخل لحل المشكلة, وهو ما قام به النقيب وبناء عليه حضر الوزير إلي النقابة فهل كان كل ذلك شائعة!! وهذه الروئ الشخصية للوزير حكمت الملفات والقضايا والإجابات عن الأسئلة التي طرحت في اللقاء وإذا ابتعدنا عن اللغة التهكمية الشديدة للوزير والسخرية والاستخفاف بمختلف الآراء المخالفة له.. سنجده يتهم كل من كتب عن الامتحانات بأنهم غير متخصصين!! وأن الإعلام وتحديدا الصحافة المكتوبة هي المتهم الرئيسي في أحداث الثانوية العامة. ولم يتوقف للإجابة عن سؤال بسيط وهو أليس الطلاب الذين بكوا من امتحان اللغة الإنجليزية وامتحان الرياضيات هم أنفسهم بالتمام والكمال الذين ابتسموا للصحف والكاميرات ووصفوا الامتحانات الأخري بأنها' سهلة جدا'؟ ومن الذي سيحاسب واضعي الامتحانات التي تساعد علي تخريج الجهلة؟, وبنفس النظرة الشخصية للوزير يتم تفسير حوادث شهداء الامتحانات من المراقبين والمصححين تحديدا بالقضاء والقدر وأنه عمل إلهي ولا مانع لدي الوزير من الاستشهاد بوقائع حدثت في عهود وزراء تعليم سابقين عليه- وكم كنت أتمني أن يقدم الوزير نظرة تعاطف أو وعد بإعادة النظر في أوضاع منظومة التصحيح والمراقبة, وهي جزء هام من منظومة التعليم في مصر فلم يعلن الوزير مثلا أنه سيسعي لتحقيق تكافؤ الفرص بين أوضاع المصححين في القاهرة والصعيد أو يتحدث عن تطوير المناهج!! وعندما امتد الأمر إلي التعليم الفني فوجئنا بالوزير يؤكد أنه لا يعاني من قلة الإمكانيات المادية.. أما الثانوية الجديدة فوصفها الوزير تحت عبارة أنها سوف تنهي الأزمات المتكررة لبكاء الطلاب من رهبة الامتحان ولم يتحدث الوزيرعن الأزمات الاجتماعية والعلمية والتربوية التي يسببها النظام الجديد. وتضيف الزميلة إيمان رسلان أن نهاية اللقاء لم تكن مسكا أبدا وذلك حينما سمح النقيب لموظفي هيئة الأبنية التعليمية بعرض مشكلتهم بقرار الوزير بحرمانهم من حقهم في المكافأة السنوية التي ظلوا يصرفونها علي مدار سنوات فتجاهل الوزير ما قيل بل ووساطة نقيب الصحفيين شخصيا, ووجه الوزير عبارات التأنيب اللاذعة لهم, موضحا أنه ليس من حقهم المكافأة والإساءة لشخصه مطالبا أولا بالاعتذارعبر جميع الصحف مما دعا الأستاذ مكرم محمد أحمد للتدخل بقوله: فلتقبل اعتذاري شخصيا لك وعلنا: والمهم هو أن نحل أزمة الموظفين الصغار أولا. وأخيرا عفوا إن كنت قد أطلت وأعلم أن كلماتي ستغضب البعض وعلي رأسهم الوزير ولكني بحثت خلال اللقاء عن التعليم وقضاياه فلم أجد وانتظرت كلمة عن النهوض بهذا التعليم حتي في ظل شعار الانضباط الذي يرفعه الوزير ولا نختلف معه عليه فلم أجد!! نحن نريد تعليما حقيقيا يدرك الجميع كيف يتحقق فنحن لن نخترع العجلة من جديد وكل ما نريده هو رؤية حقيقية مؤسسية وقومية للقضايا الحقيقية في التعليم غابت حتي في حضور الوزير. [email protected] المزيد من مقالات لبيب السباعى