زيارة الوزير أحمد زكي بدر- وزير التربية والتعليم- نقابة الصحفيين أمس الأول بدعوة من نقيبها مكرم محمد أحمد في محاولة منه للمصالحة مع محرري ومندوبي الصحف لدي الوزارة بعد أن كثرت شكواهم من تعامل الوزير وإدارته الجديدة معهم.. وسوء معاملة الوزير شخصياً معهم. ذهب الوزير متأخراً عن ميعاده.. ومع هذا لم يتحاور مع المحررين واكتفي بالتهكم عليهم وعلي ما ينشرونه في صحفهم في حضرة السيد النقيب وبعض أعضاء المجلس. ولعل زيارة الوزير أحمد زكي بدر لنقابة الصحفيين يذكرنا بوالده الراحل اللواء زكي بدر- وزير الداخلية الأسبق- ففي الفترة الذي تولي فيها منصب وزير الداخلية ساءت العلاقة بين الصحفيين وأجهزة الأمن.. وكان للوزير شخصياً دور في ذلك.. فلم يكن يمر يوم إلا ويحدث اعتداء علي صحفي بسبب عمله الصحفي والمهني.. وهو ما دعا الصحفيين للضغط علي النقابة- كان يومها النقيب هو إبراهيم نافع- بمساءلة الداخلية.. إلا أن الداخلية ردت بمزيد من الاعتداءات والانتهاكات. وتدخل «أولاد الحلال» لتصفية الخلاف بين وزارة الداخلية وبين الصحفيين وجري الاتفاق بأن يقوم وزير الداخلية اللواء زكي بدر بزيارة مقر النقابة والاجتماع بمجلس النقابة.. وذهب الرجل إلي مبني النقابة ودارت المناقشات واشتدت حدتها.. وبدلاً من اعتذار الوزير عن التصرفات الأمنية تجاه الصحفيين أخرج من فمه قاموس ألفاظه الخاص وهاجم الصحفيين متهمهم بأنهم يهاجمونه ويسبونه وأن الذي يهاجمه ويسبه سوف يهاجمه ويسبه بكلمات وعبارات أعنف، وفي الجلسة نفسها سب وشتم الكاتبين والصحفيين الكبيرين المرحومين إحسان عبدالقدوس ومصطفي شردي.. وتدخل محمد عبدالقدوس- عضو المجلس- وقال: «ماتشتمش بابا».. إلا أن الأستاذ جلال عارف- النقيب السابق للصحفيين وعضو مجلس النقابة وقتئذ- اعترض علي شتيمة الوزير للصحفيين.. وانسحب من الاجتماع الذي تكهرب بعد ذلك ليخرج إلي الصحفيين في حديقة النقابة «عندما كان للنقابة حديقة» الذين كانوا في انتظار نتائج الاجتماع ويبلغهم بما حدث من إصرار الوزير علي إهانة الصحفيين وسب كبار الكتاب والصحفيين بالاسم بألفاظ بذيئة.. فقام الصحفيون خارج القاعة بالهتاف ضد الوزير والأمن والاجتماع لينتهي للأسف بعد تدخلات جهات خارجية بالتأثير في إبراهيم نافع ليصدر بياناً مشتركاً بدا وكأنه نكتة، وبدلاً من أن يدين تصرفات الأمن والوزير أدان الطرفين الصحفيين ورجال الأمن «!!». .. واستمر اللواء زكي بدر علي طريقته وبقاموس بذاءته.. إلي أن تم ضبطه وهو يسب ويشتم كل المسئولين والمعارضين في مصر في اجتماع مع نادي أعضاء هيئة التدريس ببنها والذي نشره الزميل الصحفي صلاح النحيف ووصلت أصداؤه إلي النظام الذي لم يعد يتحمل لسان الوزير الذي لم يعد يسيطر علي لسانه .. وهكذا يذهب الوزير أحمد زكي بدر إلي نقابة الصحفيين في عهد مكرم محمد أحمد ليفعل الشيء نفسه تقريباً. .. فمن شابه أباه.. فما ظلم.