تحقيق: عائشة منيسي صدرت موافقة مجلس الشعب مؤخرا علي قانون زراعة الأعضاء. ولكن ما متطلبات البنية الأساسية لإنجاح تطبيقة في مجتمعنا ؟ وما الجديد في طب زراعة الأعضاء؟ وما المعايير الأخلاقية المتبعة في هذا المجال؟ في البداية يوضح الدكتور أسامة حسن استشاري تحاليل الأنسجة والأورام أن صدور القانون في حد ذاته يعتبر إنجازا ولكن نجاح تطبيقة يعتمد علي محورين أولهما أهمية دور تحاليل الأنسجة في تقييم الأعضاء المزروعة منذ بدء زراعتها لتقييم مدي تقبل الأعضاء أو رفضها, وأثر ذلك علي العلاج بعد عملية الزرع. وقد تكون الآثار الجانبية للزرع حادة, وقد تكون مصحوبة بأعراض واضحة أو يمكن الكشف عنها بدون الوصول لمرحلة ظهور الأعراض, وذلك بأخذ عينات نسيجية وبالكشف عنها للتشخيص, ومعالجتها بالطرق الحديثة ضمانا لاستمرار العضو المزروع في تأدية وظيفته. وثانيهما مناقشة البنية الأساسية والجانب التخطيطي والتنظيمي في مجتمعنا لتحمل مسئولية نجاح نقل الأعضاء في ظل صدور القانون. ولحسن الحظ هناك العديد من نماذج البنية الأساسية لدول سبقتنا في هذا المجال, وكلها تتيح أفضل الأداء عند بداية تطبيق البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء. يؤكد الدكتور أسامة أن هذا البرنامج يستوجب إنشاء هيئة مصرية مركزية مستقلة حاكمة لزراعة الأعضاء تعمل من خلال منظومة متكاملة لتنظيم كل أنشطة الزرع سواء من متوفين أو من أحياء بأمل منع أي مخالفات في هذا الإطار, وبالأحري الزرع التجاري, علاوة علي تولي رئاسة هذه الهيئة أطباء رواد وجراحين متخصصين في زراعة الأعضاء وعلي دراية بالواقع والنظام الصحي المصري لعشرات السنين ومدعمين بخبرات الخارج في هذا المجال, مع منحهم صلاحيات مسئولي قرار تداول الأعضاء لتطبيق القانون في بيئة قانونية حاكمة, مع إيضاح مسئولية التبعات, بحيث تكون الهيئة حكومية أو جامعية, ويتم تنسيق نشاطها مع المستشفيات القائمة علي توفير الأعضاء طبقا لقوائم الانتظار بأولويات مجردة من الماديات بعيدة عن التمييز تقوم بتحديدها لجنة مختصة. ويضيف الدكتور عمر شريف عمر استشاري جراحة أورام الثدي وجراحات الكبد بقصر العيني أن البرنامج التنظيمي للهيئة المنشودة يجب أن يتضمن تحديدا للمراكز التي تقوم بالزراعة, وطريقة توزيع الأعضاء من ميت, ومتابعة الحالات المرضية بالمستشفيات لتقييم الأداء, ومراقبة عملية أخذ الأعضاء من المتوفين وفقا للمعايير الدولية المتبعة وإرشادات حقوق الإنسان. ويؤكد الدكتور ياسر عبد الحليم أستاذ الجهاز الهضمي والكبد صعوبة أهمية نشر ثقافة التبرع في مجتمع يقدر حرمة الموت وإكرام الميت بسرعة دفنه. ويتم ذلك من خلال التمهيد له بتدريسه في المناهج الدراسية ونشر الوعي الديني والاجتماعي من خلال الحملات الإعلامية. وينادي الدكتور أيمن السباعي إستشاري أمراض الكلي بنشر فكرة أن يحمل كل مواطن يرغب في التبرع بأعضائه بعد وفاته بطاقة يقر فيها بذلك ويشدد علي تحديث إجراء التحاليل الطبية للمحتاجين لزراعة الأعضاء تمهيدا لوضعهم علي قائمة الانتظار. ويوصي باحتواء شبكة المعلومات المقترحة بيانات خاصة بالمتوفين حديثا وأثناء الحوادث لسهولة توفير وتلبية وتداول احتياجات زراعة الأعضاء بين مراكز ومستشفيات الهيئة العليا. ويؤكد الدكتور مجدي أمين مدير وحدة الكلي وزرع الكبد بمستشفي المعادي أهمية إعداد كوادر من الأطباء المؤهلين المسئولين عن كيفية نزع الأعضاء بشرط ألا تتم هذه العمليات إلا في مستشفيات كبيرة مسموح لها بنقل الأعضاء ويتم تجهيزها بأحدث تقنيات وعلي أعلي مستوي, حيث إنها عمليات حساسة. ويشير الدكتور عمر السباعي أستاذ الباثولوجي إلي أهمية إقامة ورش العمل لأطباء الباثولوجي التي تصاحب المناقشات العلمية بالمؤتمرات والمحافل العلمية والدراسية وتعتمد علي عرض الفحص الإلكتروني بالكمبيوتر لشرائح الأنسجة والمعلومات المخزنة المستعملة لتدريب أطباء الجامعات المتقدمة بالخارج في هذا المجال, بهدف تدريب أطباء مصر عليها باستخدام شبكة المعلومات الدولية. حيث إن هذه الخطوة تعتبر بمثابة ثورة تكنولوجية تجعل لمستشفيات مصر ومراكزها الطبية مكانة دولية للأبحاث والتدريب والفكرة في حد ذاتها تم تطبيقها في المركز الطبي العالمي ومطلوب تعميمها أيضا في الوطن العربي. ومن جانبه ينوه الدكتور خالد تعلب استشاري الطب النووي والنظائر المشعة إلي كيفية استخدام النظائر المشعة لأول مرة في مصر لتقييم وظائف العضو المزمع التبرع به ومدي كفاءته للاطمئنان علي الصحة العامة للمتبرع الحي والتأكد من عدم وجود عواقب علي صحته ونمط حياته. ويقول الدكتور أمين فؤاد شاكر أستاذ جراحة القلب إن هناك تقنيات يتم إجراؤها في الخارج لعلاج ضعف عضلة القلب سواء بتركيب منظم ضربات قلب ثلاثي أو التدخلات الجراحية شديدة التعقيد مثل تركيب جهاز مضخة مساعدة لعضلة القلب اليسري وكذلك عمليات زرع القلب, مشيرا إلي قصور العلاج بالأدوية. حيث لا تتمكن من تحسين أكثر من50% من الحالات مما أدي إلي الاستعانة بالأجهزة المساعدة وزرع القلب كخيار أخير في بعض الحالات. توضح الدكتورة ثناء هلال أستاذ الباثولوجي بطب عين شمس الاعتبارات الأخلاقية الخاصة بنقل الأعضاء باعتبارها تركز علي مبدأين أولهمالا ضرر ولا ضرار طالما أنه لا يسبب ضررا جسيما للمتبرع. وثانيهما: احترام استقلالية الإنسان في ممارسة حريته في الموافقة أو رفض التبرع بأحد أعضائه.