تمر في هذه الأيام, الذكري التاسعة لرحيل السندريلا سعاد حسني التي توفيت في21 يونيو عام2001, وهو نفس اليوم الذي تأتي فيه ذكري ميلاد العندليب عبد الحليم حافظ. سعاد تأتي ذكراها لتتحول القنوات الفضائية ووسائل الإعلام جميعها إلي طرح التساؤلات الثلاثة التي تتكرر دائما, ويتمثل أولها في هل قتلت سعاد أم انتحرت أم نحرت, حيث تعيد أغلب الفضائيات البرامج التسجيلية التي أعدت تحت عنوان' لغز مقتل السندريلا. والسؤال الثاني ينصب حول مدي علاقة سعاد حسني بالمخابرات المصرية, لنأتي في النهاية إلي السؤال الثالث هل تزوجت حليم أم لا؟ وكأنه موسم المزايدات ليقول كل واحد إنه الوحيد الذي يمتلك الحقيقة. وأعتقد أن سعاد لو كانت لاتزال حية بيننا لقالت لكل من يتعرض لحياتها الشخصية' دوروا وشكوا عني شوية.. كفاياني وشوش.. ده أكم من وش غدر بيا ولاينكسفوش', كنت أتمني أن ننشغل في ذكراها, بالحديث عنها وعن موهبتها المتفجرة والتي بدأت منذ طفولتها, وقدرتها المتميزة علي التلون والتنويع في أدوارها سعاد التي خرجت من منزل يتشابه مع ملايين المنازل في المجتمع المصري, بيت يضج بالحياة والاخوات, أب يمتلك الموهبة ورصيدا متنوعا من العلاقات, وأم بسيطة كل همها أن تسعد ببناتها, فتاة تنتمي الي الطبقة المتوسطة, شهدت العديد من التغيرات والحراك الاجتماعي, والذي انعكس علي مشوارها وتاريخها الفني منذ أول بطولة لها في' حسن ونعيمة' وصولا الي أخر فيلم لها' الراعي والنساء', حيث أدركت بذكائها بعد سلسلة من الأدوار الخفيفة والشقية حيث كنا نراها حتي منتصف الستينيات في أفلام مثل' العريس يصل غدا, واشاعة حب, السبع بنات, الثلاثة يحبونها, البنات والصيف, السفيرة عزيزة, عائلة زيزي', وغيرها من أدوار الفتاة الشقية ذات الضحكة المميزة أو الفتاة الطموحة والتي تتطلع الي مستقبل مختلف, ثم سرعان ما أدركت بذكائها الفطري وموهبتها وعلاقاتها بالمثقفين من حولها وعلي رأسهم المبدع صلاح جاهين وزوجها في ذلك الوقت علي بدرخان أن عليها أن تغير من نمط الأدوار حيث كان لها دورها البارز في تقديم مجموعة من الأفلام السياسية التي أثارت جدلا لجرأتها في تناول الأحداث السياسية التي كانت أهم ما يميز المجتمع وقتها. وتناولت من خلال هذه الأفلام التطورات التي حدثت مثل تغيير نظام الحكم والثورة والانفتاح, وغيرها من أحداث سياسية مرت بها مصر في ذلك الوقت, وعلي الرغم من إثارة الجدل حول هذه الأعمال, إلا أنها مازالت وستزال من أهم ما قدمت السندريلا لتاريخ السينما المصرية.