وسط ترحيب دولي وأفغاني وأمريكي باختيار الجنرال ديفيد بترايوس لإدارة الحرب في أفغانستان أعرب الحلفاء الأوروبيون الأفغان والكونجرس الأمريكي نفسه عن أملهم في نجاح بترايوس . وذلك في وضع حد للانقسامات بين القيادة المدنية والعسكرية الأمريكية, بل ويستعيد مرة أخري التأييد الشعبي الغربي للحرب في أفغانستان والذي بدأ في التراجع خلال الفترة الماضية. وأخيرا, أن ينجح في تغيير دفة الحرب وخفض معدلات القتلي من الجنود الدوليين بحلول يوليو2011, وهو الموعد الذي حدده الرئيس الأمريكي باراك أوباما من قبل لسحب قواته المنتشرة في أفغانستان. وذلك في الوقت الذي شهد فيه شهر يونيو الجاري مصرع نحو80 جنديا من القوات الدولية, ليصبح بذلك الشهر الأكثر دموية في تاريخ الحرب التي بدأت قبل تسع سنوات. فقد رحب أعضاء الكونجرس الأمريكي أمس بتعيين بترايوس علي رأس القوات الدولية في أفغانستان, في حين اغتنم بعضهم الفرصة لانتقاد الاستراتيجية الأمريكية هناك, حيث اعتبر السيناتور الديمقراطي جون كيري رئيس لجنة الشئون الخارجية الجنرال بترايوس كفاءة دبلوماسية تم اختبارها في أرض المعركة, مما سيساعد في تعزيز الاستراتيجية الأمريكية لمواجهة التمرد. ورأي السيناتور المستقل جو ليبرمان أن أوباما وجد بكل بساطة الشخص الأفضل ليحل محل الجنرال ستانلي ماكريستال, بينما أعرب الجمهوري جون كورنين عن ثقته في أن الجنرال بترايوس سيقود قواتهم للنصر. وأكد النواب ضرورة تعديل أوباما للتمثيل الدبلوماسي الأمريكي في أفغانستان لأنه يعاني من خلل كامل علي حد تعبيرهم. ومن ناحيتها, رحبت وزارة الخارجية الأمريكية- التي تعرض دبلوماسيوها للانتقاد في التصريحات التي نسبها المقال الي ماكريستال ومساعديه- باعتراف بترايوس بأهمية المجهود المدني للحلفاء في هذا البلد. فقد أكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي أن بترايوس يقر بأهمية جعل المكونين الاثنين للاستراتيجية, المدني والعسكري, يعملان يدا بيد. ومن جهتها, توعدت حركة طالبان بمواصلة القتال أيا كان قائد القوات الدولية في هذا البلد. وأوضح المتحدث باسم طالبان يوسف أحمدي لا يهمنا من هو القائد, أكان ماكريستال أم بترايوس. موقفنا واضح. سوف نقاتل المحتلين حتي رحيلهم. وفي غضون ذلك, أطلع أوباما كلا من الرئيس الأفغاني حامد كرزاي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون علي قراره بإقالة الجنرال ماكريستال.