وضع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ثقته في قائد الحرب الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس لقيادة القوات الدولية في الحرب التي تخوضها في افغانستان، خلفا للجنرال ستانلي ماكريستال الذي أقيل أمس بعد تصريحات صحفية سخر فيها من شخصيات بارزة في إدارة أوباما. واعتبر قرار أوباما إقالة ماكريستال وتعيين بترايوس مكانه، محاولة من الرئيس الأمريكي لفرض سلطته كقائد أعلى للقوات المسلحة، وهو ما بدا في خطابه بعد اقالة ماكريستال، فقال "الحرب اكبر من اي رجل او امرأة، سواء اكان جنديا ام جنرالا أم رئيسا". وأوضح أوباما انه اضطر الى اخذ هذا القرار من اجل المحافظة على سيطرة السلطة السياسية المدنية على الجيش، محذرا من انه لن يتسامح ابدا مع اي انقسامات في فريقه المسؤول عن الأمن القومي. وجاء السقوط السريع والمدوي لماكريستال على الرغم من اصوات الدعم التي لقيها من وراء المحيط سواء من الاوروبيين او من القادة الافغان وفي طليعتهم الرئيس حامد قرضاي الذي سارع إلى إعلان خلال مكالمة مع اوباما عن ترحيبه بتعيين بترايوس. ويحظى بترايوس بسمعة جيدة في نظر واشنطن وحلفاءها بعدما حقق ما تسميه أمريكا "نصرا" في حرب العراق من خلال الاستراتيجية التي وضعها والتي قامت على ارسال تعزيزات عسكرية. وبصفته قائدا للقيادة الامريكية الوسطى، كان بترايوس احد المهندسين الاساسييين لاستراتيجية زيادة القوات في افغانستان والتي اقرها الرئيس العام الماضي، فضلا عن انه معروف جيدا سواء في اوروبا ام في اسلام اباد وكابول. وسلطت الانتقادات العنيفة التي وجهها ماكريستال وعدد من اعوانه الى الادارة الضوء على تكتيك اوباما في الوقت الذي اخذت الحرب الدائرة في افغانستان منحى تصعيديا غير مسبوق خاصة مع الخسائر القياسية المتزايدة التي تمنى بها يوما بعد يوم القوات الاجنبية المنتشرة وتضاؤل التأييد الشعبي للحرب. وحرص اوباما لدى اعلانه قراره اقالة ماكريستال على الاشادة بالجنرال وبسيرته العسكرية "المميزة"، لافتا في الوقت نفسه الى ان "سلوكه مثلما ظهر في مقالة نشرت مؤخرا لا ينسجم مع المعايير المطلوبة من جنرال". ورحب اعضاء في الكونجرس الامريكي بتعيين بترايوس على رأس القوات الحليفة في افغانستان، في حين اغتنم بعضهم الفرصة لتوجيه انتقادات الى الاستراتيجية الامريكية. من ناحيتهم اعتبر ثلاثة من اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي أن على الرئيس باراك أوباما أن يعيد تشكيل الجانب المدني من الوجود الأمريكي في أفغانستان وإلا خسرت الولاياتالمتحدة حربها في أفغانستان، واصفين اداء الدبلوماسيين الامريكيين هناك ب"الخلل الكامل". من جهتها توعدت حركة طالبان بان تواصل لقتال ايا كان قائد القوات الدولية، وقال المتحدث باسم طالبان يوسف احمدي "لا يهمنا من هو القائد، أكان ماكريستال ام بترايوس. موقفنا واضح. سوف نقاتل المحتلين حتى رحيلهم".