إجتماع لجان التضامن العربية في دمشق بعد عدة شهور من اجتماعها في طرابلس, وانتظام اجتماع هذه اللجان يعتبر ظاهرة تستحق التقدير, خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة العربية بعد جموح العدوان الإسرائيلي. الي درجة استهان فيها بكل الدول والقيم السياسية والإنسانية في أثناء هجومه علي البواخر, التي كانت تحمل الي أهالي غزة بعض المؤن من الغذاء والدواء واستشهاد19 شخصا بريئا كانوا يرافقون هذه البواخر وجرح أكثر من خمسين شخصا. ويتصادف اجتماع لجان التضامن العربية في دمشق خلال شهر يونيو2010 مع ذكري العدوان الثلاثي علي مصر في5 يونيو, والذي عبر عنه الكاتب الصحفي الأمريكي أنتوني بيرسن بكتابته وقتها في المجلة الأمريكية( بنتهاوس).. أن أمريكا وإسرائيل قررتا عام1965 أن التخلص من جمال عبدالناصر بانقلاب داخلي غير ممكن بسبب شعبيته وقوة مركزه.. وأن الوسيلة هي هزيمته في حرب محدودة تفقده ثقة العرب واحترامهم. ومع ذلك فإن جمال عبدالناصر لم يرضخ للهزيمة, بل أعلن رفضه لها بعد عودته للحكم عقب رفض الشعب قراره بالتنحي.. ووقوف القادة العرب الي جانبه, ولم يكن الأمر عند جمال عبدالناصر يقتصر فقط علي عملية إعادة بناء وتنظيم القوات المسلحة, بل انه كان يعتبر أن عودة الحياة الي مصر لا تكون إلا بالقتال, وعودة المعركة, لم يقتصر القتال علي القوات المسلحة فقد شن الفدائيون هجوما ليليا يوم3 اكتوبر علي مستعمرة إسرائيلية فيما وصف بأنه أجرأ غارة للفدائيين, ووصل القتال ذروته عندما اقتربت المدمرة الإسرائيلية( إيلات) من ميناء بورسعيد في تحد سافر خلال شهر اكتوبر1967. والمدمرة( إيلات) كانت مصرية تحمل اسم( إبراهيم) ضمن وحدات الأسطول المصري وقد كلفت يوم30 اكتوبر1956 خلال فترة العدوان الثلاثي بالتوجه لضرب ميناء حيفا, إلا أن قطعا من الاسطول الفرنسي كانت في الانتظار فأسرتها بعد معركة غير متكافئة, وضمتها إسرائيل بعد ذلك الي قواتها البحرية.كان ضرب إيلات ضرورة تفرضها الناحية العسكرية, وإغراق مدمرة حربية لإسرائيل أمر لايمكن أن يمضي في بساطة, لأنه يجرح الكبرياء الذي كانت تعيش فيه إسرائيل بعد انتصار يونيو, ولكنه في الجانب الآخر يجدد الأمل في الحياة المصرية ويبعث نوعا من الثقة في نفوس الجماهير والمقاتلين. وهكذا لم تنجح إسرائيل في تنفيذ خطتها بهزيمة مصر وعزلها عن العرب, فقد كان رفض الهزيمة باعثا لتضامن عربي ظهرت معالمه في موقف الرئيس الجزائري هواري بومدين والعراقي عبدالسلام عارف اللذين سافرا للاتحاد السوفيتي لطلب مساعدة مصر في حربها ضد إسرائيل وأمريكا... ثم في مؤتمر الخرطوم الذي عقد في8 أغسطس1970 وانتهت معه الخلافات العربية التي كانت قائمة بين مصر والسعودية بعد ثورة اليمن.