لا تهتز المشاعر ولا تتأثر طويلا وعميقا ربما بعد التعود عندما يأوي الناس في منازلهم علي مقربة من المقابر وربما مع الموتي في مدافنهم كما في القاهرة. فالحقيقة جلية ومطمئنة فهذا حي يرزق وذاك ميت رحل في رحاب المولي. اما أن يطل مريض يناضل بالعلاج ويتشبث بالحياة علي سيارة دفن الموتي التي تقف هكذا وطوال اليوم علي مسافة خطوات منه بالمستشفي ويسمع في حجرته وداع أسرة لحبيبها وربما شارك كارها ومضطرا صخب الوداع أو صمته فتنساب دموعه يأسا أو خوفا ترقبا لمصير مجهول يتصور ملامحه مما يسمعه ويراه فهذا مؤلم للغاية! لماذا لايبادر رئيس حي العرب ببورسعيد فيفك الاشتباك بين موقعي المريض في مستشفي المبرة وتلك السيارة فيخصص لجمعية دفن الموتي وسيارتها مقرا مناسبا فلا يطفيء بريق الأمل في الحياة في نفوس المرضي؟!