بالرغم من القرارات والتصريحات لمنع ري الأراضي بمياه الصرف الصحي فإن بعض مناطق بالشرقية لابديل لها إلا مياه المجاري بمركز بلبيس وبعض قري مركز ههيا وابوكبير وفي قري بحر البقر بالحسينية تبدو مياه الصرف للجميع وهي تغمر الاراضي الزراعية وهي ما توضحه الصور. الاهرام رصدت في جولتها تلك الاراضي حيث تنتشر الزراعات بطول المصارف والترع المتفرعة منها التي يطلق عليها ترع الدمار الشامل, وأكد عبدالفتاح علي مزارع انه لابديل لمياه المجاري التي هي في بحر البقر شريان الحياة الرئيسي لهذه الاراضي ويضيف يحيي عمر مدير بالتعلم الازهري انه رغم الوعود بخلط مياه الصرف بالمياه العذبة إلا أنها تبخرت ومازالت مياه الصرف هي الخيار الوحيد لدي هؤلاء المزارعين ومع ذلك نجد أحد المزارعين يدافع عن هذا الخيار رحمة بالمزارعين وحماية للاراضي بدلا من تبويرها ويبقي الضحية هو المستهلك. والغريب أيضا ان بعض المزارعين يؤكدون ان محاصيل المجاري ومنها الخس والخيار والفلفل والطماطم ذات مذاق أفضل من مثيلتها تلك التي تروي بالمياه العذبة والتي تجدها تلقي رواجا وتطرح في أكبر الاسواق خاصة بالقاهرة الكبري ويقبل عليها المواطنون بكل ما تحمله من سموم وملوثات! أحد أساتذة التغذية أكد أن الري بمياه الصرف الصحي يمثل مشكلة كبيرة جدا لما تحتويه المياه من مواد كيماوية ومعادن ثقيلة وضارة بالاضافة لملايين الميكروبات والفيروسات السامة والبكتيريا القاتلة والتي تصب جميعها في جسد المواطنين ولاتفرق بين مواطن وآخر وهو ما يتجلي في ارتفاع نسب الاصابة بأمراض الكبد والفشل الكلوي والأمراض السرطانية والتي أصبحت المستشفيات تعج بالآلات من مرضاهم وتنفق الدولة المليارات في علاجهم والتي تهدر هباء رغم معرفة السبب فهل ترفع الدولة شعار الوقاية خير من العلاج وهل من ترشيد للمبالغ الطائلة وحماية أرواح المواطنين.