في إطار المساعي الإيرانية لقطع دابر الحركات المعارضة للنظام الحاكم, نفذت السلطات الإيرانية فجر أمس حكم الإعدام الصادر ضد عبد الملك ريجي زعيم حركة جند الله السنية المتمردة. وذلك , بعد إدانته باتهامات تتعلق بالمحاربة والإفساد في الأرض لارتكابه79 عملا إجراميا. وأوضحت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أنه بناء علي حكم أصدرته محكمة الثورة في طهران تم إعدام عبد الملك ريجي شنقا. وأشارت الوكالة- في تقريرها- إلي أن محاكمة ريجي تمت في جلسات مغلقة ولم تسرب أي معلومات عن سيرها. وقد قررت السلطات محاكمته في طهران وليس في محافظة سيستان بلوشستان الواقعة جنوب شرق البلاد والتي شهدت عددا كبيرا من العمليات المسلحة التي اتهمت حركة جند الله بتنفيذها. وكانت النيابة العامة الثورية في طهران قد أصدرت بيانا أكدت فيه أن ريجي زعيم مجموعة إرهابية معادية للثورة في شرق البلاد ومسئول عن عمليات قطع طرق وسرقات مسلحة وزرع قنابل وعبوات في اماكن عامة وهجمات مسلحة علي القوات العسكرية والأمنية ومدنيين, بالإضافة لتورطه في عمليات قتل وجرح واثارة الرعب والخوف وخطف رهائن. واتهم البيان حركة جند الله الارهابية بالتورط في35 عملية خطف الرهائن من الرعايا الإيرانيين والأجانب و25 عملية ابتزاز وأكثر من أربعين عملية مسلحة لقطع الطرق, بحيث قتل نتيجة هذه الاعمال154 من قوي الأمن والمدنيين وأصيب320 شخصا بجروح, كما أدين ريجي بالتعاون مع الأجانب وتلقي مساعدات مالية ومخابراتية منهم. ومن أبرز عمليات جند الله, مسئوليتها عن مقتل42 بينهم عدد من ضباط الحرس الثوري- الباسدران- في بلدة بيشن قرب الحدود الباكستانية في أكتوبر الماضي, كما تبنت جند الله أيضا اعتداء بقنبلة أوقع25 قتيلا ونحو خمسين جريحا في مايو2009 في مسجد شيعي في زهدان عاصمة سيستان بلوشستان. وكانت السلطات الإيرانية قد تمكنت من اعتقال ريجي في فبراير الماضي في عملية قامت خلالها السلطات الإيرانية بتحويل مسار طائرة كان علي متنها في رحلة بين الامارات العربية المتحدة وقيرغيزستان. يأتي ذلك في الوقت الذي تعهد فيه زعيم المعارضة الإيرانية مهدي كروبي بمواصلة الاحتجاجات ضد نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي, والتي وصفها بالفضيحة. وأشار كروبي في رسالة وجهها لأنصار المعارضة عبر موقع سحام نيوز إلي أن حكومة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد سرقت أصوات الناخبين, وصنعت فضيحة لا يمكن محوها من الأذهان, ولذلك فإن الاحتجاجات ستتواصل حتي النهاية. وعلي صعيد أزمة الملف النووي الإيراني, أبلغ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف أن بلاده علي استعداد لبدء جولة جديدة من المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد بالأساس علي الجهود البرازيلية- التركية المبذولة في هذا الإطار. ومن فيينا- مصطفي عبد الله: عبرت مصادر غربية عن قلقها من الاستعدادات العسكرية الإيرانية لمهاجمة ناقلات بترول في الخليج العربي والبحار القريبة بهدف عرقلة عمليات نقل البترول من هذه المنطقة.