كتب : أشرف أبوالهول في ضربة اخري لمصداقية الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نيتانياهو كشفت صحيفة ها آرتس الإسرائيلية النقاب امس عن ان تلك الحكومة تتحدث بلسانين متناقضين فيما يتعلق بمسألة تخفيف الحصار المفروض علي قطاع غزة ففي حين اصدرت بعد اجتماعها امس الاول بيانا باللغة الانجليزية اكدت فيه انها وافقت علي تخفيف ذلك الحصار فقد نشرت بيانا اخر باللغة العبرية قالت فيه انها لم تتخذ اي قرار بهذا الخصوص. والواضح مما كشفته ها آرتس ان هدف البيان الصادر بالانجليزية والذي سلمه مكتب نيتانياهو للسفراء والقناصل الاجانب المعتمدين في تل ابيب هو تخفيف الضغط الدولي الحالي علي إسرائيل فيما يتعلق بحصارها علي غزة, وكسب الوقت لتهدئة الحماسة الدولية التي نتجت عن العدوان الوحشي الإسرائيلي ضد اسطول الحرية في نهاية مايو الماضي. وفي المقابل فأنه من الارجح ان يكون النص العبري هو الصحيح لان حكومة نيتانياهو بما تضمه من احزاب يمينية ودينية متشددة لايمكن ان تخفف الضغط علي القطاع ما دامت حركة حماس تحكمه وكذلك لانها مازالت تعتقد ان الحصار المحكم علي غزة يشكل عنصرا هاما في تكتيكاتها لاطلاق سراح الجندي الاسير جلعاد شاليط. والواقع انه حتي فيما يتعلق بالنص الانجليزي فانه يتكلم عن توسيع قائمة البضائع المسموح بادخالها لغزة وكذلك عن السماح لادخال بعض مواد البناء للمنظمات الدولية العاملة في القطاع مثل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين( أونروا) ولكنه لاينص باي حال من الاحوال علي ادخال المواد الخام الصناعية وبالتالي فانه لايعني سوي التخفيف الشكلي للحصار. واخيرا فانه من الواضح انه وبالرغم من ظهور حكومة نيتانياهو بمظهر المتلاعب بالرأيين العامين الداخلي والخارجي علي حد سواء فانها تؤكد من خلال هذا التصرف انها غير مستعدة لتخفيف الحصار علي غزة بدون مقابل.