أقام المجلس الأعلي للثقافة بالتعاون مع المكتب العربي للشباب والبيئة احتفالية بدار الأوبرا تضمنت عرض أفلام بيئية تسجيلية تناولت الحياة البرية والبحرية والصحراوية في مصر. وبعض بلدان العالم دارت كلها حول موضوع شعار هذا العام ليوم البيئة وهو التنوع البيولوجي.. وفي الاحتفال أشار الدكتور عماد الدين عدلي رئيس المكتب العربي إلي أن الأممالمتحدة حددت عام2010 ليكون عام التنوع البيولوجي وذلك للحفاظ علي التوازن البيئي الذي أحدث الانسان فيه خلال بسبب تدخله الجائر طبقا للاحصائيات العلمية أن ربع الثدييات الموجودة حاليا قد أصبحت عرضة للانقراض وأنه بحلول عام2050 سوف ينقرض حوالي30% من الكائنات الحية. ثم تحدث الدكتور مجدي علام عضو مجلس الشعب حيث أشار إلي أنه في مصر ثلاثة احزمة للتنوع البيولوجي هي المناطق الساحلية ومحميات مصر الداخلية وجزر النيل, ونشير هنا إلي أن خطط التنمية الزراعية وخاصة في المناطق الرطبة والبحيرات, واشهرها المنزلة ومريوط والبرلس وقارون كلها كانت بمثابة محطات رئيسية للطيور المهاجرة لكن مع نقص الاهتمام البيئي والصرف الزراعي والصحي فقدت تلك الطيور حوالي160 محطة بمعدل ثلاثة أرباع المساحة المتاحة لها فنجد التجفيف الذي حدث وبشكل عشوائي لتلك البحيرات فعلي سبيل المثال بحيرة المنزلة فقدت حوالي50% من مساحتها كذلك نجد منطقة برج العرب حتي الساحل الشمالي تم فيها تقسيم بحيرة مريوط إلي نصفين50% علي الجانب الايمن و50% علي الجانب الأيسر وتلوثت المنطقة الموجودة علي الجانب الأيمن ووضعنا الأمل في ان يظل الجانب الأيسر كما هو لكن وصل التلوث ايضا.. علي الجانب الآخر نجد نموذجا للاهتمام بالتنوع البيولوجي متمثلا في بحيرة قارون والتي تم إنقاذها باعتبارها محمية طبيعية لذلك ظلت محطة للطيور المهاجرة هذا كله من شأنه ان يضع أمامنا حقيقة وهي ضرورة وجود جهاز مستقل لحماية الطبيعية والتنوع البيولوجي. كذلك أشارت الدكتورة هدي زرقانة عضو مجلس الشعب إلي أن ادارة المحميات في مصر تحتاج لثقافة بيئية في ظل هذا المناخ المتدهور وهذا يتطلب عدة محاور هي العلم والثقافة وفكر الاستدامة وكيفية ادارة القضية اقتصاديا. ثم تحدثت المستشارة تهاني جبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية حيث أضافت ان التنوع البيولوجي بمثابة مرافق دستورية تكون ادارتها شراكة بين صانع القرار ومنفذ القرار والمواطن, وأن هذه المرافق الدستورية تحتاج لحوار علني يتميز بالشفافية وهو منظور يطبق حتي في الدول الرأسمالية وهو مايسمي بالوديعة الوطنية ويقصد بها الموارد الطبيعية وهي ملك للجميع وأن اي حجم من الاهدار لتلك المرافق يحتاج لحوار شديد حتي نضمن للأجيال القادمة حقوقها, فلابد من التنمية المستدامة ومراعاتها فانه من الخلل ان تفكك الوديعة الدستورية المصرية إلي وديعة افراد وبهذا يكون طريق التنمية. وقد تحدث الدكتور محمد الزرقا خبير البيئة قائلا: أن شعار هذا العام انواع كثيرة.. عالم واحد.. مستقبل واحد.. يعني أن هذا معيار للتوازن وسبب لاستمرار الحياة لكن للأسف جور الانسان علي البيئة ضد مصلحة البشرية, لابد أن نبدأ وقد تكون الآن هي البداية لتكوين فكر ثقافة البيئة وليس بأن نشير بلفظ بيئة لكل ماهو غير جيد!.. وأشار المهندس احمد الجوهري رئيس قطاع البيئة بوزارة الاستثمار إلي ان مساحة المحميات في مصر بلغت نحو20% من المساحة اذن هذا يعني ضرورة استغلالها وحمايتها فلابد من ادارة تلك المحميات بفكر علمي اقتصادي مع حمايتها من الجور البيئي, فكثير من المحميات تدر لدولها استثمارا وتمثل لها نسبة من الدخل القومي مثل لبنان والاردن لكن لابد من مراعاة التنمية المستدامة وتفعيل ذلك بوضع سياسة واحدة للحفاظ علي ماتبقي من هذه الانواع علي الخريطة السياحية البيئية في مصر فلابد من اقامة الفنادق في اماكن قريبة من المحميات لامكانية زيارتها وذلك من خلال فكر واسلوب جذاب. ثم تحدث الدكتور عماد أبوغازي امين عام المجلس الاعلي للثقافة قائلا أنه سوف يكون من الضروري تكوين تحالف بين المهتمين بالبيئة والمثقفين فلابد من وصول فكرة التنوع البيولوجي واهميته لكل إنسان وسيكون ذلك مشروعا ضمن البروتوكول الذي بين وزارة الثقافة والتعليم وهو تعليم الأطفال قضايا حقوق الانسان والبيئة ضمن المحاولات لادخال التعديلات الجوهرية علي مناهج التعليم. وقد تم عرض فيلم تسجيلي عن رحلة ثلاثة ملايين آيل ودور الطبيعة في الحفاظ علي التوازن البيئي حيث ان القطيع الضخم نجد الضعيف منه يكون وجبة للذئاب الشرسة.