تمثل الثقافة جسرا غير مرئي ينقل الانسان من ظلام الجهل الي نور المعرفة.. وتبادل الثقافات بين الشعوب يوجد نوعا من التواصل بين هذه الشعوب حين تقترب العادات والتقاليد من بعضها بعضا رغم البعد المكاني بين هذه البلاد. وقد مر خمسة عشر عاما علي اقامة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين مصر وكوريا.. وقد كتب وزير الثقافة المصري فاروق حسني في كتيب المهرجان الكوري الذي اقيم من2 5 يونيو للأفلام والفنون الكورية عن سعادته باستضافة هذا المهرجان لسببين: اولهما أن المهرجان قادم من كوريا التي اثارت اعجاب العالم بإنجازاتها الاقتصادية والثقافية والتعليمية الفريدة, وثانيهما انه كفنان شديد الاعجاب بالفنون التشكيلية الكورية. بينما قال وزير الثقافة الكوري يو إين تشوين أن مسلسلات خريف في قلبي وشتاء سوناتا وجوهرة في القصر التي اذيعت علي التليفزيون المصري وحظيت بشعبية كبيرة كانت خطوة في طريق التقارب المصري الكوري. كما يري المستشار الثقافي الكوري بارك جاييانج أو د. أمين حيث يطلقون علي انفسهم اسماء مصرية لتسهيل التعامل.. أن تبادل الثقافات يؤدي الي الألفة بين الشعوب وينمي التقاليد والعادات لدي كل منهم. وقد بذل د. أمين والاستاذ أحمد عبدالفتاح مجهودا ملحوظا في مهرجان الافلام الكورية الذي اقيم بدار الاوبرا. أما الافلام المعروضة وكانت ستة افلام فكانت تمثل أسلوبا متميزا في الاخراج والتصوير والموسيقي والأداء. مثلا فيلم( الشريكان) وهو فيلم وثائقي طويل(78 دقيقة) يعطي صورة دقيقة للمشاعر التي تنشأ بين فلاح في الثمانين من عمره وزوجته مع البقرة التي يعتمدان عليها تماما في كل امورهما.. ويستخدم المخرج لي شونج ريول صوت رنين الجرس المعلق في رقبة البقرة لايجاد نوع من الحياة أو مظهر الحياة في هذا المكان الهاديء جدا.. وكيف ارتبط الفلاح وزوجته بهذه البقرة التي عاشت معهما40 سنة فيما يشبه المعجزة. .. وكيف تتغير حياتهما حين يطلب منهما الطبيب أن يشتريا بقرة اخري لأن هذه البقرة اصبحت تحتضر.. وهذا هو الفيلم الأول لكوريا الجنوبية الذي مثلها في مهرجان صن دانسي. وقد اوجد المخرج والمصور لغة صامتة بين تصرفات الزوج وزوجته واختلاج عين البقرة وحركتها.. وايضا دمعة من عينيها وكأنها تدرك أنها تموت.. أما فيلم( اكثر من الحزن) أو قصة حب حزينة اخراج وون تاي يون فهو فيلم رومانسي رائع ولو كانت السينما الكورية لديها كم التوزيع مثل السينما الأمريكية لحقق هذا الفيلم ملايين الدولارات في دور العرض.. وهو فيلم لا يحكي كما أن بعض مشاعر الحب لا يمكن ان تعبر عنها الكلمات. وفيلم الانطلاق اخراج كيم يونج وايجمع بين الدراما والكوميديا والرياضة ويحكي عما حدث عام1996 في قرية كورية صغيرة عن تكوين فريق للاشتراك في الاوليمبياد للقفز علي الجليد ويأخذك الفيلم في قصة مثيرة بين مشاعر هؤلاء الاولاد ورغباتهم واصرارهم علي التفوق ورفع علم بلادهم. أما الملحوظة التي تثير الانتباه ان السينما الكورية متميزة جدا في قصصها واخراجها وكذلك أداء ابطالها.. و هي سينما متميزة حتي انها حصلت هذا العام علي جائزة لاحد افلامها في مهرجان كان. اما الشيء الذي تخرج به من حضور هذه المهرجانات التي تنظمها الدول للتعريف بفنونها فإنك تتعرف علي سينما مختلفة لكنها سينما متميزة, وهذا هو الاحساس الذي يجعل للثقافة معني ويسهم في تقريب الشعوب.