هددت إسرائيل بمهاجمة أسطول الحرية لكسر الحصار على غزة وقامت بتنفيذ تهديداتها ولكن بسيناريو أخر لم يتخيله اى مراقب للاحداث التى بدأت قبل أسابيع من الإعلان عن التحرك تجاه غزه السيناريو الذي أعلنته جاء بمذبحة حقيقية ارتكبتها قوات الجيش الإسرائيلي ضد قافلة الحرية فأسقطت عدد من الشهداء والجرحى واقتادتها إلى موانئها لتنفيذ باقي الجريمة النكراء باعتقال بعض المتضامنين وطرد الآخرين . وحسب ما حلل خبراء فى البحرية فإن القطع العسكرية الاسرائيلية كانت تستطيع أن تحاصر قطع الأسطول وتقطرها من الأمام أو من الخلف وتسحبها إلى ميناء اشدود حسب ما اعلنت قيادات البحرية والجيش الاسرائيلى ثم تأمرها بالنزول طواعية أو حتى كرها ويكون ذلك معلن أمام الجميع فى ضوء النهار ثم تقوم بارسال هؤلاء إلى بلادهم وفحص المساعدات وبعثها الى غزة. وهذا السيناريو الأسوأ فى تحدى جيش الاحتلال لمنظمات السلام العالمية التى جاءت بهدف استراتيجى اهم من المساعدات وهو فك الحصار الظالم عن قطاع غزه المنكوب والذى يضم مليون ونصف انسان دخل بهم الحصار الجائر الى عامه الثالث ودولة الاحتلال تمارس طغيانها من اجل جندى اسرائيلى واحد هو جلعاد شاليط وترفض الاصغاء لكل العالم الذى يطالبها بفك الحصار.
ولكن احتلال السفن بالقوة الجبرية واكثر من الف جندي من الوحدات الخاصة والكوماندوز البحري ووحدات اسناد يشاركونفي الهجوم على سفن القافلة واجراء مسرحية دمويه فى الرابعه فجرا تحت جنح الظلام وقتل ما يزيد عن 16 بدم بارد واصابة مايزيد عن 50 فى المياه الدولية قبل ان تدخل قطع الاسطول الى المياه الاقليمية , كلها اجراءات يجمع المراقبون على أنالأمور لم تكن تستدعى اللجوء لها وأظهرت الصور المباشرة التي بثت على وسائل الإعلام بأن قوات الاحتلال اقتحمت السفن وعلى نحو مفاجئ في عملية إنزال جوي بعد ساعات من مرافقتها بحرياً وجوياً ومحاصرتها.
وفي قراءة واقعية للمذبحة فإن إسرائيل لن تنزعج كثيرًا من ردود الفعل اللحظية التي تعودت عليها، وهي تدرك إنها ستتلاشى كما بدأت واهنة ضعيفة ، فالولاياتالمتحدة لم تصدر تعليق او تحذير للحكومة الاسرائيلية التى كانت تتوعد فى تصريحات اعلامية طوال فترة الاعلان عن تحرك الاسطول فقط تأسف من اجل القتلى ويعترض السفير أليخاندرو وولف نائب رئيسة بعثة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة على بيان مجلس الامن إلى فتح تحقيق دولى محايد ويطلب تحقيق إسرائيلي ويقول لدي الثقة التامة في قدرات إسرائيل لإجراء تحقيق شفاف وغير منحاز . فأذا كان هذا هو الموقف الامريكى فى قمة الازمه فماذا سيكون بعدها بأيام , وعندما يخرج رئيس وزراء بريطانيا معلقا على الحدث بنفس الاسف مطالبا اسرائيل بفك الحصار الظالم لا ينسى ان يستهل كلمته بان بريطانيا ملتزمه بامن اسرائيل , كما يجدر الاشاره الى موقف قبرص الذى اعلن قبل ثلاث ايام من كارثة الاسطول أن السلطات القبرصية أبلغت اسرائيل بأنها لن تسمح لقافلة السفن الدولية المتجهة الى قطاع غزة بالرسو في احد الموانئ القبرصية وبالفعل كانت تقطة تجمع قطع الاسطول فى المياه الدولية قبالة قبرص . وجاء تعليق المنظمة الدولية "الاممالمتحدة" قبل الكارثة بأربعة ايام واهيا لم يتضمن تحذير من الاعتداء على سفراء السلام الذين جاءوا متطوعين لفك الحصار الجائر على الشعب البائس فى غزه واكتفى بان كى مون بحث جميع الأطراف ذات الصلة بقافلة السفن على التحلي بالمسئولية والامتناع عن خوض مواجهات . وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية ان الاممالمتحدة تتابع بدقة تطورات الوضع المتعلقة بقافلة السفن وانها دعت منذ فترة الى زيادة حجم السلع التي تنقل الى القطاع عن طريق المعابر.فأذا كان هذا هو تعليق المنظمة الدولية فمن حق اسرائيل ان تطمع فى اكثر مما وصلت إليه .
ومن غير الممكن ان نتجاهل سفك الدماء بحجة ان المتواجدين على السفن كانوا مسلحين وشكلوا خطرا على الجنود وبذلك نقل المسئولية من المستوى السياسي الى المقاتلين بالطبع هناك نتائج سياسية دولية بالغة الخطورة بالنسبة لإسرائيل ، على رأسها إلغاء اللقاء مع اوباما لأنه في ظل الوضع الدولي الناشيء الذي تورطت فيه اسرائيل أصبح اللقاء يشكل ضررا اعلاميا للرئيس الأمريكي .
ولكن تداعيات الكارثة التى لا تزال على سطح الاحداث تؤكد ان هذا المشهد المؤلم والماساوي والذي تمتزج في الآلام والدماء مع الفخر والاعتزاز بكافة المتضامنين الذين شقوا طريقهم من اجل تعزيز الامال لدي منكوبى غزه يثبت ان العالم الحر لازال يشعر بمسئولياتة ازاء الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة , كما يشعر بمسئولياتة الإنسانية من اجل رفع الحصار الاسرائيلي الجائر والظالم وحق الفلسطيني بالعيش بكرامة وتوفير كافة متطلبات حياتة الانسانية وضرورة السعي الدائم من اجل ايجاد التسوية السياسية التي يحقق من خلالها اقامة دولته الفلسطينية المستقلة ولن تستطيع إسرائيل بكافة قواتها العسكرية وجنوحها العدواني الاحتلالي من وقف مشاعر العالم اجمع إزاء الظلم الواقع على الفلسطينيين