يعد الحديث عن مستقبل العمل للشباب من الموضوعات الهامة التي تتصل بقضية البطالة في مصر والتي تنظر اليها الدولة بعين الرعاية والاهتمام وتحظي بالعناية الفائقة للقيادة السياسية وتأتي علي رأس الاولويات في خطط وبرامج الحكومة التي كلفت باعدادها وتنفيذها لمواجهة تلك القضية الهامة والعمل علي ايجاد حلول لها. والواقع ان قضية البطالة لاتعاني منها مصر فقط, بل اصبحت ظاهرة عالمية تمثل واقعا قائما في العديد من دول العالم المتقدمة منها والنامية علي حد سواء, حيث تشير احصاءات وتقارير البنك الدولي الصادرة خلال الاعوام الماضية التي تزايد معدلات البطالة في كثير من دول العالم بما يفوق معدل البطالة في مصر. وعلي الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة للتصدي لهذه المشكلة الهامة آخذة في اعتبارها الاثار الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عنها.. الا انه قد بات واضحا ان الجهاز الاداري للدولة اصبح متضخما بعمالة زائدة تفوق احتياجات, ولم يعد قادرا علي استيعاب عاملين جددا يجلسون في مكاتب المصالح الحكومية الامر الذي تطلب دعوة شباب الخريجين الي اقامة وتشغيل المشروعات الصغيرة, فهي لها دور كبير في التنمية الشاملة وهي تتكامل مع المشروعات الاقتصادية المتوسطة والكبيرة, سواء كانت مشروعات للانتاج الزراعي أو الصناعي أو الحيواني أو الحرفي أو البيئي وتعتبر مشروعات مغذية لها. وتلك المشروعات الصغيرة تقوم بدور كبير في ايجاد فرص عمل منتجة لشباب الخريجين وذلك لانها لاتتطلب مستويات مهارية عالية الامر الذي يتفق مع مستوي التخصصات الموجودة في سوق العمل. ولاشك ان هناك الكثير من المشاكل التي قد تواجه تلك المشروعات نتيجة لنقص خبرة الشباب في ادارة تلك المشروعات, او لعدم الدراية باحتياجات السوق المحلية, أو في عدم استخدام القرض الممنوح للشباب في الغرض المخصص له, أو لعدم الالتزام بسداد اقساط القرض في مواعيدها المحددة أو في سوء فهم بعض الشباب وتصورهم ان القرض هو منحة لاترد, أو في مشكلة تسويق منتجات تلك المشروعات. وفي ضوء ذلك فاننا نوضح ان العبرة في اقامة تلك المشروعات ليست في منح شباب الخريجين القروض المالية فقط, وانما الاهم هو مساعدتهم لتحقيق النجاح في ادارة مشروعاتهم الصغيرة, وذلك بدعم ومساندة الاجهزة المركزية والمحلية بالمحافظات, في مجالات متعددة من اهمها ما يلي: المعاونة في اعداد دراسة الجدوي الأولية لكل مشروع للتأكد من عائده وجدواه من الناحية الاقتصادية. عقد دورات تدريبية لشباب الخريجين قبل البدء في تشغيل تلك المشروعات ومنح القروض الميسرة والتسهيلات الائتمانية بفوائد ميسرة وعلي فترات سماح طويلة نسبيا, وذلك لتشجيع الشباب في إقامة وتنفيذ تلك المشروعات. امداد الشباب بالآلات والمعدات اللازمة, وتوفير مستلزمات الانتاج في الوقت المناسب وبالسعر المناسب والمساعدة في تسويق منتجات الشباب عن طريق اقامة المعارض في الاماكن الفضاء التي توجد في كافة المحافظات, والمدن, والقري, وبالمجان وضرورة اعداد خريطة استثمارية في كل محافظة التي تكشف عن طبيعة المشروعات, والتي تتميز بها كل محافظة وكل مدينة أو قرية. واخيرا فان دعوة الشباب للتوجه الي مجال الاعمال الحرة, وإقامة المشروعات الصغيرة, انما يدعمها ويؤكدها ان العمل الحر هو مال خصب لاثبات الذات وتأكيد الثقة بالنفس, واظهار القدرات الفردية, وتحقيق الطموحات الشخصية, وهو ميدان فسيح يتضمن العديد من مجالات العمل المختلفة التي توفر فرص عمل منتجة لشباب الخريجين.