غداة التوصل لاتفاق بالإجماع هو الأول من نوعه منذ عشر سنوات في مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي بنويورك, رحبت العديد من الدول والمنظمات الدولية بالبيان الختامي للمؤتمر إلا إسرائيل التي أشار إليها الإعلان النهائي صراحة مطالبا إياها بالانضمام للمعاهدة. في حين أبدت الولاياتالمتحدة أسفها لتسمية إسرائيل التي صبت صحفها جام غضبها علي واشنطن واعتبرت أنها رضخت لضغوط مصر والعرب خلال المؤتمر. وتضمن البيان الختامي, الذي جاء في82 صفحة, أربع خطط عمل بشأن كل من المحاور الرئيسية الثلاثة في معاهدة الحد من الانتشار النووي وهي: نزع الأسلحة, ومراقبة البرامج النووية الوطنية للتحقق من اهدافها السلمية, والاستخدام السلمي للطاقة الذرية. وبشأن اقامة شرق أوسط خال من السلاح النووي, نصت الوثيقة علي تنظيم مؤتمر دولي عام2102 يفترض أن تشارك فيه جميع دول المنطقة وأن يفضي إلي قيام منطقة منزوعة السلاح النووي يفترض أن تشمل إسرائيل وإيران. وأكدت الوثيقة أنه من المهم أن تنضم إسرائيل إلي المعاهدة وأن تضع منشآتها النووية كافة تحت الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية, دون الإشارة إلي إيران. وفي نيويورك أيضا, حيث عقد المؤتمر في مقر الأممالمتحدة علي مدي أكثر من ثلاثة أسابيع, أعلنت إيلين تاوشر مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية المكلفة بمراقبة الأسلحة والأمن الدولي أن الولاياتالمتحدة تتعهد بالعمل لضمان نجاح مؤتمر2102, وقالت إن واشنطن ستعمل مع دول المنطقة علي إحلال الظروف لعقد مؤتمر يكلل بالنجاح, لكنها أشارت إلي أن تسمية إسرائيل ستحد بشكل كبير من قدرة بلادها علي إنجاح المؤتمر وهو أمر تأسف له الولاياتالمتحدة كثيرا. من جانبه, أثني الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بيان علي الاتفاق المتوازن والعملي, مبديا في الوقت نفسه معارضته الشديدة لذكر إسرائيل تحديدا في البيان الختامي, في حين شكك جاري سامور مستشار البيت الابيض لشئون منع الانتشار النووي في فرص عقد مؤتمر2102 حول إقامة منطقة منزوعة السلاح في الشرق الأوسط. وقال سامور لست أدري إن كان المؤتمر سيعقد يوما, مؤكدا في الوقت ذاته أن بلاده لا تريد لمثل هذا المؤتمر أن يفشل, لكنها لن تسهم برعايته كما وعدت الا اذا كانت الظروف ملائمة لعقده. وأضاف أن نائب الرئيس جو بايدن ومستشار الأمن القومي الجنرال جيم جونز قالا للسفراء العرب في واشنطن إنهم إذا أصروا علي ذكر إسرائيل في البيان الختامي لمؤتمر المتابعة, فإن ذلك سيجعل من الصعب جدا علي إسرائيل المشاركة في هذا المؤتمر حول الشرق الأوسط. وبالرغم من عدم صدور أي رد فعل رسمي عن إسرائيل التي لم تحضر مؤتمر منع الانتشار النووي, فإن مسئولا حكوميا إسرائيليا رفيع المستوي طلب عدم كشف هويته قال إن هذا الاتفاق مطبوع بالنفاق ولم يشر نصه إلا إلي إسرائيل ولم يذكر بلدانا أخري مثل الهند وباكستان وكوريا الشمالية التي تملك أسلحة نووية أو إيران التي تسعي لامتلاكها. وأضاف أن عدم الإشارة إلي إيران يشكل صدمة, خصوصا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كشفت في الأشهر الاخيرة معلومات إضافية عن الطبيعة العسكرية لمشاريع إيران النووية, علي حد تعبيره. ونددت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية بما سمته برضوخ الولاياتالمتحدة لمطالبة الدول العربية لها بممارسة ضغوط علي إسرائيل لتوقيع معاهدة حظر الانتشار النووي. وأشارت الصحيفة إلي أنه بالرغم من أن الولاياتالمتحدة ناضلت بشدة لإلغاء الفقرة الخاصة بإسرائيل فإنها اضطرت إلي التراجع أمام الضغط العربي من أجل إنقاذ المؤتمر. وقادت مصر الجهود المبذولة لحض إسرائيل علي الانضمام إلي معاهدة منع الانتشار النووي, وهو ما يعني أن تتخلي الأخيرة عن ترسانتها النووية غير المعلنة, وأن توافق علي قيام منطقة منزوعة السلاح النووي في الشرق الأوسط. من جهته أثني ماجد عبد الفتاح مندوب مصر الدائم لدي الأممالمتحدة علي المؤتمر, مشيرا إلي انه اطلق آلية عملية لتطبيق قرار عام1995 حول الشرق الأوسط حين دعا مؤتمر مراجعة معاهدة الحد من الانتشار النووي الذي يعقد كل خمس سنوات, للمرة الأولي إلي نزع السلاح النووي في هذه المنطقة. كما أشاد الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون في بيان بنجاح مؤتمر الحد من الانتشار النووي, مشيرا بشكل خاص إلي الاتفاق علي آلية تقود إلي التطبيق الكامل لقرار العام1995 حول إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط. وفي بروكسل رحبت الممثلة السامية للشئون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بالاتفاق. وفي الوقت ذاته, أكد علي أصغر سلطانية ممثل إيران لدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن موافقة إيران علي البيان الختامي أظهرت حسن نياتها السياسية واحترام وجهات نظر المجتمع الدولي رغم تحفظات طهران عليه. أما كوريا الجنوبية فذكرت أن البيان الختامي للمؤتمر يعد تأكيدا قويا لموقف المجتمع الدولي بشأن ضرورة نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية. النقاط الرئيسية للبيان الختامي نيويورك أ.ف.ب: فيما يلي النقاط الرئيسية من البيان الختامي لمؤتمر مراجعة معاهدة الحد من الانتشار النووي الذي تم إقراره بالإجماع بين حوالي150 دولة بعد شهر من المفاوضات. إقامة منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الاوسط: تدعو الاممالمتحدةالولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا لمؤتمر اقليمي عام2012 يفترض ان تشارك فيه جميع دول المنطقة وان يفضي الي قيام منطقة خالية من السلاح النووي وغيره من اسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط. - يؤكد مؤتمر مراجعة معاهدة الحد من الانتشار النووي اهمية وضرورة التوصل الي التنفيذ العالمي للمعاهدة. ويدعو جميع دول الشرق الاوسط التي لم تنضم حتي الان الي المعاهدة للقيام بذلك بدون إبطاء بصفتها دولا لا تملك السلاح النووي. ويؤكد المؤتمر تحديدا اهمية ان تنضم اسرائيل الي المعاهدة وتضع كل منشآتها النووية تحت الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية. نزع السلاح النووي: تتعهد القوي النووية الخمس الموقعة علي معاهدة منع الانتشار النووي الصين والولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا ببذل جهود جديدة للحد من كل انواع الاسلحة النووية وصولا الي ازالتها بدون فرض اي جدول زمني لذلك. ضمانات أمنية: علي مؤتمر جنيف لنزع الاسلحة ان يبدأ علي الفور بحث ترتيبات دولية فاعلة لطمأنة الدول غير النووية الي عدم استخدام او التهديد باستخدام أسلحة نووية ضدها. التجارب النووية: تتعهد جميع الدول التي تملك السلاح النووي بالمصادقة بدون ابطاء علي معاهدة الحظر التام للتجارب النووية, وفي انتظار دخول المعاهدة حيز التنفيذ, تتعهد جميع الدول بالامتناع عن القيام باي تجارب نووية. المواد الانشطارية: يؤكد المؤتمر الضرورة الملحة لبحث وابرام معاهدة غير تمييزية متعددة الاطراف ويمكن التحقق منها دوليا بشكل فاعل تحظر إنتاج مواد انشطارية معدة لأسلحة نووية و غيرها من القنابل النووية. منع انتشار الأسلحة النووية: يشير المؤتمر إلي أهمية أن تضطلع الدول بكامل واجباتها علي صعيد منع انتشار الاسلحة النووية للحفاظ علي صلاحية المعاهدة ونظام الضمانات. وهو يشجع جميع الدول الاطراف التي لم تبرم وتطبق البروتوكولات الاضافية الي القيام بذلك والالتزام بها بدون ان تنتظر دخولها حيز التنفيذ. كما يدعو الدول الاطراف الي درس تدابير محددة تضمن التطبيق العالمي لاتفاقات الضمانات الشاملة. الاستخدام السلمي للطاقة النووية: يدعو المؤتمر الدول الاطراف الي تكثيف المحادثات بصورة غير تمييزية وشفافة برعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية او منتديات اقليمية من اجل تطوير مناهج متعددة الاطراف لاتمام دورة الوقود النووي. كوريا الشمالية: يحض المؤتمر بشكل ملح كوريا الشمالية علي الالتزام بواجباتها ضمن المفاوضات السداسية حول برنامجها النووي بما يشمل التخلي التام والقابل للتحقق عن كل اسلحتها النووية وبرامجها النووية الحالية, كما يدعو بيونج يانج إلي العودة بأسرع ما يمكن الي معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية والانضمام الي اتفاق الضمانات الشاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.