تحقيق: نادية يوسف لسنوات طويلة ظلت ظاهرة الأسواق العشوائية واحتلال الباعة للأرصفة مشكلة بلا حل في القاهرة تسبب تشويها للمظهر الحضاري للعاصمة من ناحية, وتعوق حركة المرور من ناحية أخري ومن هنا جاء التحرك من أجل ايجاد حلول جذرية لهذه المشكلة. حيث بدأت محافظة القاهرة في تنفيذ تجربة رائدة للقضاء علي هذه الفوضي وهي مشروع سوق اليوم الواحد الذي طالبت به لجنة الاقتراحات بمجلس الشعب. وتمت الموافقة عليه. ويقول الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة إن هذه الفكرة بدأنا في تنفيذها قبل أن تعرض علينا من لجنة الاقتراحات والشكاوي بمجلس الشعب, وهي أسواق موجودة في كل دول العالم مع كل مربع سكني تعرض فيه كل احتياجات الأسرة في يوم واحد وعادة ما يكون يوم إجازة العمل الأسبوعية. كما هي أيضا تشبه سوق القرية التقليدي الذي يتحدد عادة بيوم واحد يلتقي فيه البائع والمشتري وتنتهي السوق بانتهاء اليوم, ولكن في محافظة القاهرة بدأنا في تنفيذه بشكل مختلف حيث تكون الأرض الفضاء بجوار المناطق السكنية التي بها كثافة عالية لاقامة السوق, ولكن للأسف كان البائع المتجول يفضل أماكن لعرض بضائعه مثل محطات المترو, ومحطات الأتوبيس والميكروباص. كما أنه يفضل اسواق الأسبوع الكامل ولكن مع إحكام السوق والرقابة سيتم تنفيذ هذا الأسلوب الجديد لعمل سوق اليوم الواحد, ويمكن للبائع لتنقل من سوق إلي سوق لتتوافر له جميع أيام الأسبوع, كما أن لدينا الاسواق المتخصصة مثل سوق السيارات في مدينة نصر وسوق السيارات في البساتين وهذه الأسواق ناجحة. ونحاول أن نعممها لجميع أنواع البضائع لتوفير الاحتياجات للأسرة المصرية بأسعار معقولة لقلة التكلفة, ونحرص علي الوجود من وزارة التضامن والشرطة لضمان حماية المواطنين المتعاملين مع السوق. وسيتم عمل بوابات للدخول والخروج وتأمين المكان ضد السرقة والحريق. وعن التجربة فقد بدأناها بسوق الخميس بمنطقة المطرية, وحصلنا علي قطعة أرض من وزارة الأوقاف, وتم تجهيز المكان بعد إزالة السوق العشوائية الملاصقة للمستشفي. اللواء عبد الفتاح عبد العزيز سكرتير عام محافظة القاهرة الذي حضر جلسة الاستماع بمجلس الشعب قال أن الفكرة ناجحة وستقضي علي الظاهرة المؤرقة لشوارع القاهرة, كما أنها سوق آمنة للأسرة المصرية واختفاء ظاهرة البلطجة مثلما حدث الأسبوع الماضي بسوق المنهل بمدينة نصر حيث قامت مشاجرات واستخدمت فيها الأسلحة البيضاء والسنج والمطاوي عند اختلاف الباعة الجائلين بعضهم مع بعض. كما أن المحافظة أصبحت في حاجة شديدة للتخلص من ظاهرة الباعة الجائلين بشكل يراعي البعد النفسي والاجتماعي للمواطن المصري البسيط علي ان تكون هناك رقابة علي هذه الاسواق لتقديم السلع الصالحة. وخلال الأشهر المقبلة سيعلن عن الأماكن التي سيتم اختيارها لاقامة السوق, ويمكن أن تتوسع الفكرة بعد ذلك لتنقل السوق من مكان إلي مكان ولكن بعد نجاح الخطوة الأولي.