رغم توافر جميع المقومات وعناصر الجذب السياحي بمدن محافظة البحر الأحمر لكن مازال السائح العربي يحتل مكانة مهمشة للغاية علي الخريطة السياحية بهذه المنطقة. والتي باتت تلبي كل أذواق ومتطلبات مختلف الجنسيات من شتي دول العالم حيث يأتي اليها السائحون من أبعد بلدان العالم خاصة الأوروبين ودول شرق آسيا فلا تتعدي نسبة السياح العرب الوافدين لمدن البحر الأحمر3% من أجمالي عدد السائحين. بينما من المفترض أن يحتل السائح العربي نصيبا وافرا في حجم السياح الوافدين للمنطقة لعدة اسباب أولها أن المدن السياحية بالبحر الأحمر وهي الغردقة وسفاجا والقصير ومرسي علم تواجه معظم المدن السعودية ولايفصل بينها سوي مساحة مياه البحر الأحمر وهي ليست بعيدة أيضا عن دول الخليج كما أن العبارات الملاحية السريعة التي بدأت خلال السنوات الأخيرة تعمل بين الموانيء السعودية وموانيء البحر الاحمر باتت تقطع المسافة في وقت قصير لايتعدي3 ساعات أحيانا خاصة بين مينائي ضبا والغردقة أضف الي ذلك أن المنتج السياحي بالبحر الأحمر اصبح ينافس ماهو موجود بأكبر الدول السياحية. فماهي أسباب هامشية السياحة العربية الوافدة لمدن البحر الأحمر؟ يري حاتم محمد منير مدير جمعية المستثمرين السياحيين بالبحر الأحمر أن سبب ضعف نسبة السياح العرب الوافدين للمنطقة يرجع الي ضعف مستوي وآليات عملية الترويج السياحي للمنتج الموجود بمدن المحافظة بين السياح العرب وقلة المعارض الترويجية بعكس مايحدث بالدول الأجنبية حيث تتم عمليات ترويج مكثفة هناك لذلك نجد السائح العربي دائما يتجه إلي تركيا ولبنان مثلا بسبب معرفته بما هو موجود هناك لأنه إلي جانب الترويج الذي تقوم به الأجهزة المختصة عن السياحة التركية. مثلا نجد المسلسلات التركية تلعب هي الأخري دورا مهما في إبراز الجانب الجمالي بتركيا مما يجذب السائح العربي إلي هناك فلابد أن تتجه هيئة تنشيط السياحة وأصحاب المنشآت الفندقية الي تكثيف عملية الترويج السياحي بالأسواق العربية لأن السائح العربي يصرف بسخاء عندما يقوم برحلات سياحية ومن مصلحة مصر أن يكون لها نصيب كبير من السياح العرب. بينما يقول عوض عبد السميع صاحب شركة تعمل في النقل الملاحي البحري أن السبب في تراجع أونكماش نسبة السياح العرب الوافدين لمدن البحر الأحمر هو افتقار المواني المصرية للخدمات الجيدة التي تريح السائح عموما بالإضافة إلي عدم وجود وسائل نقل جيدة لنقل السائح العربي فور وصوله للميناء الي المقصد السياحي الذي يبتغيه وفي حال قدوم السائح العربي ومعه سيارته الخاصة يفاجأ بتعقيدات لاحصر لها وإنهاء الاجراءات بالموانيء المصرية يستغرق وقتا طويلا قد يفوق ماتستغرقه العبارة خلال قدومها بمياه البحر, كما أن السياح العرب يشكون كثيرا من مغالاة اصحاب الفنادق في أسعار الليالي السياحية وأن فئات اخري تحاول استغلالهم مثل بعض سائقي السيارات وأصحاب المحلات والمطاعم مما يعكر من صفو السائح العربي ويجعله يتوجه إلي بلدان سياحية أخري ويطالب بوضع آليات حقيقية لتشجيع سياحة اليخوت العربية التي تتوافر لها جميع المقومات ولكن جذبها يحتاج لتبسيط الاجراءات خاصة بعد أن شيدت عدة مارينات لاستقبال اليخوت. أما اللواء علي رضا رئيس جمعية المستثمرين السياحيين بالمحافظة فيؤكد أن المشكلة الرئيسية التي تقف عقبة في طريق حركة السياحة السعودية والخليجية لمدن البحر الأحمر هي عدم وجود طائرات شارتر تعمل بين مطارات الدول العربية ومطاري الغردقة ومرسي علم مباشرة, كما هو موجود الآن بين مختلف مطارات العالم ومطاري الغردقة ومرسي علم فلابد أن يضع الفريق أحمد شفيق وزير الطيران المدني آليات بالتنسيق مع مايراه من الجهات المختصة لتحقيق هذا الهدف مع تذليل أية عقبات تعترض هذا الموضوع.