لم تعد قدماها تحملانها علي المشي طلبا للعلاج من مرض لعين, نخر في جسدها ولم يتركها إلا وهي غير قادرة علي الحركة تقريبا, بعد أن فشلت جهودها المتواضعة في تلمس العلاج. تارة من خلال برنامج تليفزيوني عسي أن يكون سببا لإنقاذ حياتها وحياة أسرتها التي أنفقت كل ما تملك عليها. وأخري جريا وراء مسئول كبير قد يرق قلبه لحالها ويسهم في تكاليف العلاج الباهظة. ومع ذلك لم يحالفها التوفيق في ايجاد الجهة التي تتولي الانفاق علي مرضها, الذي يحتاج مصروفات كبيرة, تفوق طاقتها وطاقة كل أسرتها وأصدقائها وجيرانها. لذلك اختارت زينب محمد عبدالعظيم بنت السادسة والعشرين جريدة الأهرام لتطلق صيحتها الأخيرة أملا في علاج قد يأتي من أصحاب القلوب الرحيمة, التي لاتزال مصر عامرة بهم, رغم قسوة الأيام وصعوبة الحياة. وحالة زينب تعكس حجم المأساة التي تعاني منها إحدي الأسر المصرية المكافحة والشريفة. عرضت أكواما من الأشعات والتحليلات علي بعض المتخصصين, فأجمعوا علي صعوبة حالتها. وأكد الدكتور محمد الوحش أستاذ زراعة الكبد أنها تعاني من إصابة مزمنة بالفيروس المسبب للالتهاب الكبدي الوبائي س, وقد أدي ذلك إلي حدوث تليف كامل بالكبد مع وجود استسقاء بالبطن وارتفاع في نسبة الصفراء في الدم. وقد صاحب ذلك اختلال في انزيمات الكبد وعدم مقدرة الكبد علي القيام بوظائفه. وتطورت حالتها وأصيبت بورم خبيث بالكبد وتم حقن الورم موضعيا بالعلاج الكيميائي عن طريق قسطرة كبدية في أكتوبر الماضي وذلك بوحدة جراحة وزراعة الكبد في مستشفي الزهراء الجامعي. حالة المريضة زينب يلزم لها إجراء جراحة زراعة كبد قبل فوات الأوان, حيث إن العلاج الأمثل هو زراعة جزئية من كبد متبرع حي. بتكلفة اجمالية تصل إلي180 ألف جنيه, بخلاف الفحوصات الطبية والأشعات الخاصة بتقييم حالة المريض والمتبرع قبل إجراء الجراحة.