مازالت حالة الرعب من انفلونزا الخنازير تسيطر علي الشارع المصري مع انخفاض درجات الحرارة في الشتاء, وهي الفترة التي ينشط فيها الفيروس. وهناك تخوف من تحور الفيروس مع انتشاره. ويقول الدكتور محمد مصطفي سيف الاستاذ بكلية طب بيطري جامعة بني سويف, إن التعامل مع الواقع يجب أن يكون بموضوعية دون تهويل أو تهوين, فالله سبحانه وتعالي يقول يا أيها الذين أمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو أنفروا جميعا وحتي الآن لا يوجد علاج حقيقي للفيروس ونسبة الاصابة عالية, وسهل الانتشار ونسبة الوفاة في مصر لاتزال ضئيلة لاتتعدي0,2%, وطبقا لتوقعات منظمة الصحة العالمية المتوقع أن يصيب فيروس إنفلونزا الخنازير ملياري حالة خلال الفترة المقبلة, ولكن هل هذه الأرقام واقعية. ويؤكد أنه من غير الممكن اتهام منظمة الصحة العالمية بالتهويل لمصلحة شركات الأدوية, ولكننا لا نستطيع في الوقت ذاته أن نتجاهل احتمالية وجود جماعات ضغط لمصلحة شركات الأدوية, ولكن تبقي لنا الحقائق العلمية التي تثير مخاوفنا, وهي أن الأشهر المقبلة, وهي أشهر الشتاء ستكون المرحلة الأصعب والأخطر في انتشار الفيروس, وزيادة نسب الإصابة به, وهناك الخوف الأكبر من أن يحدث تزاوج بين فيروس إنفلونزا الخنازير سهل الانتشار مع فيروس انفلونزا الطيور الأخطر والاشد فتكا نسبة الوفاة من فيروس انفلونزا الطيور تصل إلي60% من حالات الإصابة, فنصبح أمام وباء عالمي يصعب السيطرة عليه, ويهدد البشرية بأكملها! واللقاح يجب أن يظل تحت الدراسة فترة طويلة, وتتم تجربته علي متطوعين, ولا يتم استخدامه علي نطاق واسع, إلا بعد التأكد من عدم وجود أعراض جانبية خطيرة له, وهو ما لم يحدث حتي الآن, أضف إلي هذا أن ما تم نشره في كثير من وسائل الإعلام من أن المادة الحاملة للقاح هي ذاتها المادة الحاملة للقاحات أخري قامت الشركة بحقنها للجنود الأمريكيين في حرب الخليج, وهناك شك كبير في أن هذه المادة الحاملة هي التي سببت للجنود الأعراض العصبية والمرضية التي سميت فيما بعد بمتلازمة حرب الخليج! لا توجد أضرار مزمنة لمن يصاب بالفيروس, ويشفي منه, كما أن الاصابة بالمرض توجد تحصينا دائما منه, فلا يمكن أن تتكرر الإصابة, وهناك توجه حاليا في أمريكا وأوروبا يقوم فيه مجموعة من الأفراد بإقامة حفل انفلونزا الخنازير يدعون فيها شخصا مصابا, ويتعمدون أن يسبب لهم عدوي, فتكون بمثابة تحصين بدلا من اللقاح, ولكن الأمر ينطوي بالتأكيد علي خطورة, ويحتاج المصابون لعناية ورعاية صحية عالية, ونحن نأمل أن تظهر أدوية معالجة ولقاحات تمت تجربتها والاطمئنان لعدم وجود أعراض جانبية لها في القريب العاجل.