اعتمدت إسرائيل لسنوات طويلة علي الإعلام المجند لخدمة مصالحها والترويج لأفكار بعينها ولاتزال حاليا تتبع نفس السياسة مع تغيير الآليات والمفاهيم لكي تواكب العصر. نحن في المقابل بادرنا بتأسيس شبكة إذاعية أطلقنا عليها الموجهات كان في مقدمتها قول قاهير( صوت القاهرة) وهي إذاعة عبرية موجهة لإسرائيل, حملت لفترة اسم قول هرعم( صوت الرعد), وتم علي غرارها منذ سنوات تدشين الخدمة التليفزيونية عاروتس هنيولس( قناة النيل) والتي تقدم بثها لساعات يوميا علي القمر الأوروبي. غني عن البيان توضيح أهمية الإعلام, ومن نافلة القول أيضا الإشارة لزيادة عدد المحطات الفضائية الموجهة باللغة العربية من قوي دولية وإقليمية للمشاهد العربي والمصري. لكن يجب الالتفات إلي كوننا في هذا المجال في مفترق طرق وهو مايجعلني كمتخصص ومراقب أضع تحت نظر الجميع بعض الملاحظات لعلها تسهم في تطوير نتوق إليه. من ناحية الشكل والتقنية تبث عاروتس هنيلوس إرسالها بنظام بث لايحقق الهدف المرجو علي الإطلاق, فقد كانت تبث علي قمر النايل سات ثم انتقلت لهوت بيرد, علي الرغم من أن إجمالي من يتابعون المحطات الفضائية في إسرائيل بنظام أطباق الأقمار الصناعية لا يتجاوزون وفقا لأحدث الإحصائيات في إسرائيل1,3%( واحد وثلاثة من عشرة في المائة) فقط, والأغرب أن شريحة كبيرة منهم من البدو سكان المناطق النائية, حيث يشاهد غالبية الإسرائيليين المحطات التليفزيونية بنظام الكوابل.. وهو مايتطلب الاشتراك في باقات الكوابل علي غرار مافعلته محطات عربية أخري. يجب في هذا السياق أيضا دراسة الأسلوب الأمثل للوصول لشريحة الشباب الإسرائيلي الذي بات قسم لايستهان منه يشاهد برامجه وأفلامه المفضلة علي شبكة الانترنت من خلال مواقع تقدم خدمة علي غرار تلك المقدمة علي موقع اليوتيوب الشهير الخاص بملفات الفيديو. أو من خلال تدشين موقع خاص بالموجهات المصرية علي أن توفر له عناصر الجذب والتميز.وسيتيح سعي مصر للاستفادة من مواقع الانترنت بشكل أكثر ديناميكية الوصول لشريحة الشباب بشكل فعال. كما أنه غير باهظ التكلفة, ويخرجنا من حدة المنافسة علي ساعات ذروة المشاهدة.. حيث يمكن للمتصفح علي الانترنت متابعته دون دفع رسوم في التوقيت الذي يختاره, هذا بجانب أنه يتيح لنا معرفة عدد الزوار بكل دقة والمواد التي لاقت إقبالا أو تأثيرا, وبيانات أخري مفيدة. ويتبقي في هذا الإطار أيضا مطالبة رجال الأعمال ممن يرون أن في دعم إحدي آليات مواجهة إسرائيل ثقافيا واجبا وطنيا وأخلاقيا وربما ديني أيضا أن يتحركوا بشكل عملي. فالمطلوب اختراق العمل الإسرائيلي في عقر داره وتفنيد مزاعمه وتوضيح مواقفنا, بدلا من سياسة إقناع المقتنعين, ومخاطبة أنفسنا. تنقلنا هذه المتطلبات لمناشدة وزير الإعلام أنس الفقي لفتح النوافذ لمناقشة التطوير المرجو في ظل وجود كوادر وكفاءات داخل عاروتس هنيلوس وقول قاهير يحتاج بعضها إلي تدريب في مجال الفكر السياسي والفكر الصهيوني.. مع تقليل مساحة المادة الكلامية المقروءة علي نظام الإذاعة, والاستعاضة عنها ببرامج حوارية ديناميكية, مع الوضع في الاعتبار دوما أن مصر دولة عظمي بثقافتها وفنها, الأمر الذي يجب استثماره لزيادة نسبة المشاهدة وبالتالي التأثير. مع توفير سبل الراحة النفسية للقائمين علي العمل بالمحطة بنفس الطريقة التي يعامل بهم زملاؤهم في المحطات الأخري الناطقة بالإنجليزية والفرنسية, حتي لايؤدوا عملهم بشكل روتيني. وهو ماينطبق أيضا علي البث الإذاعي خاصة في ظل تعيين عصام فاروق كرئيس لشبكة الموجهات وهو متخصص ديناميكي. أخيرا يمكن جمع التبرعات من رجال الأعمال في مصر والدول العربية ووضعها في وديعة لتأسيس محطة مصرية موجهة ناطقة باللغة العبرية موازية... تنافس المحطة الأصلية بعد تطويرها, وهذا سيصب في مصلحة مصر والعرب, وسنشعر بثماره بشكل ملموس سواء حدثت أزمات مستقبلية مع إسرائيل حول القدس أو المياه أو مستقبل الدولة الفلسطينية.. الخ, أو تحقق السلام الشامل والعادل علي المدي البعيد, أو ظل حالة السلام البارد الحالية قائمة. المزيد من مقالات د. أحمد فؤاد أنور