العنف والبلطجة والتحرش ظواهر دخيلة تهدد قيم المجتمع الأصيلة وباتت هذه السلبيات تؤرق البيوت المصرية خوفا من استمرارها التي يؤدي إلي تغيير جوهري في الشخصية المصرية. الذي عرف عنها إنها تميل إلي الاستقرار ونبذ العنف..ولكن هل تستطيع الفنون كونها العنصر الأساسي في الحضارة المصرية مواجهة هذه الظواهر؟, هناك مبادرات تستفيد من الفنون بمختلف أنواعها للحفاظ علي مقومات المجتمع مثل المبادرة التي يتبناها الممثل محمد صبحي والدكتورة سهير عثمان. تقول الدكتورة سهير عثمان أستاذ الطباعة بكلية الفنون التطبيقية: العنف والبلطجة والتحرش ظواهر جديدة علي المجتمع وسببها الأساسي البطالة وأطفال الشوارع رغم انه يمكن تحويل هذه الطاقة الكامنة لديهم إلي طاقة إنتاجية بأدوات الفن المختلفة عن طريق تأهيلهم وتدريبهم علي بعض الحرف الفنية مثل الخزف والطباعة والموزاييك وهناك مشروع خيري كلفني الفنان محمد صبحي بعمل دراسة فنية واقتصادية له في مدينة سنبل التي أنشأها بطريق مصر إسكندرية الصحراوي حيث سيثم جمع أطفال الشوارع والعاطلين وإقامة ورش تعليمية لهم للمشروعات الصغيرة مثل الكليم والزجاج وطباعة المنسوجات حتي يتمكنوا من إعالة أنفسهم وخدمة المجتمع وسنبدأ في تنفيذه قريبا إن شاء الله, وتضيف الدكتورة سهير نستطيع أيضا مواجهة هذه الظواهر عن طريق السينما بعمل أفلام هادفة تمثل هذه الفئة ولكن بشرط أن تتضمن حلولا ايجابية, والإعلام أيضا يجب أن يكون له دور ايجابي في التوعية كما يمكن عمل رسوم جداريه ضد العنف والتحرش في الميادين والأماكن التي تشهد هذه الأحداث. يقول الدكتور صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية: الفن جزء من الوجدان المصري فقد ولدت مصر من خلال التمثال والجدارية والمعبد والرسومات الموجودة علي جدران المعابد هي أوائل الرسوم علي مستوي العالم والفن جعل لنا تاريخ نفتخر به أمام العالم وهو يرقي ما بداخل الإنسان ويجعله اكتر حبا لوطنه لذلك يعتبر الفن هو حائط الصد الأخير في مواجهة الظواهر الجديدة التي يعاني منها المجتمع. أما الدكتور حمدي أبوالمعاطي نقيب التشكيليين فيقول: العنف والتحرش المنتشر هذه الأيام له توجه وبعد سياسي ويتم بشكل ممنهج الغرض منه إرهاب المجتمع وخصوصا المرأة وهذه الأفعال ليس من سمات مجتمعنا ولذلك الحلول الثقافية غير واردة أما في الوضع الطبيعي فلها كثير من الحلول الايجابية ويري الدكتور سامي رافع الأستاذ بكلية الفنون الجميلة بأن الفن للتذوق والتأثير به يكون علي نطاق ضيق وخصوصا في مجتمعنا وهو يؤثر في جزء صغير جدا من المجتمع وليس عامة الشعب ويري أيضا أن الرسم علي الجدران له دور هام إذا تم تفعيله بصورة مناسبة ومدروسة. ويقول الفنان طه القرني: الثقافة المصرية ثقافة فنية موروثها الاساسي فن تشكيلي والرسومات الموجودة في داخل الأهرامات كلها تعاليم دينية تدعو إلي الفضيلة وتحض علي فكرة التنوير وصبغ المجتمع بصبغة في عالم من الرقي والتسامح, والفن يعبر عن البيئة والمجتمع وبه نستطيع مواجهة اي مشكلة اقتصادية أو اجتماعية والعمل السياسي لابد أن يقترن بالفنون ويجب تفعيل فكرة استقطاب الفنان داخل القصور لان ذلك يعتبر حالة من الترقي وتشغيل حالة الحلم وهذا ما يفتقده الحكم الحالي, ويجب إشراك الفنان داخل العمل المجتمعي عن طريق عمل الندوات واللجان من الفنانين لمعالجة الظواهر السلبية. يقول الفنان السكندري عصمت داوستاشي: شباب الثورة استطاعوا أن يطوعوا الفن في مواجهة الأحداث الجارية مثل عمل اللافتات والرسوم الجرافيتية علي الجدران والأداء المسرحي في الشوارع والاغاني وكذلك ارتداء الأقنعة السوداء كرمز للسرية والغموض وكل أشكال الفنون المصاحبة للثورة فهؤلاء الشباب أعادوا صياغة الفنون في المنطقة العربية كلها ويستطيع الشباب أيضا مواجهة العنف بالفن أيضا ولكن الخوف مع استمرار العنف الممنهج تتحول الثورة من سلمية إلي عدائية فهذا الشباب المسالم إذا استمر العنف ضده سيواجهه بعنف مماثل.